بريت بويلز هو الرئيس المشارك لقسم ممارسة السياسة العامة للمناصرة الاستراتيجية في شركة سكوير باتون بوغز، وهي شركة محاماة عالمية مقرها في واشنطن العاصمة. منذ عام 2016، تم تسجيله كعضو جماعة ضغط لصالح المركز السعودي للدراسات والشؤون الإعلامية في الديوان الملكي السعودي ("المركز السعودي")، بعد توقيع اتفاقية مع رئيس المركز آنذاك، سعود القحطاني.
فرضت الحكومة الأمريكية عقوبات على القحطاني لدوره في جريمة قتل جمال خاشقجي، ووثقت منظمة (DAWN) تورطه الشخصي في اعتقال وتعذيب نشطاء سعوديين. استخدم القحطاني وطاقم المركز السعودي الترهيب والعنف لاضطهاد منتقدي الحكومة السعودية.
على الرغم من هذا السجل المخزي، قدم بويلز المشورة للمركز السعودي وللقحطاني ومارس الضغط على كبار موظفي الكونغرس نيابة عن المركز السعودي. لا تتفق مثل هذه الأنشطة مع المعايير والممارسات القانونية والأخلاقية له ولشركة سكوير باتون بوغز لتجنب التواطؤ في انتهاكات الحقوق التي يرتكبها المركز السعودي.
قبل انضمامه إلى شركة سكوير باتون بوغز، عمل بويلز رئيسًا لموظفي السناتور ترينت لوت. وعمل بويلز قبل ذلك كمدير تنفيذي لصندوق الأغلبية الجمهورية الجديدة، وهي لجنة عمل سياسي كان لها دور فعال في انتخاب الجمهوريين في مجلس النواب ومجلس الشيوخ ومختلف المناصب المنتخبة في الولايات في جميع أنحاء أمريكا. في بداية حياته المهنية، عمل بويلز كمساعد تشريعي لزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ لوت في قضايا خاصة باللجان التجارية والمصرفية. تخرج بويلز من جامعة جنوب المسيسيبي عام 1995.
يمكن الاطلاع على كامل توصياتنا لجماعات الضغط والكونغرس ونقابات المحامين في الولايات المتحدة هنا.
قام المركز السعودي، الممول من الحكومة السعودية، بتهديد وترهيب الكتّاب والناشطين لنشر محتوى مؤيد للحكومة السعودية وفرض عقوبات على الكتّاب والصحفيين الناقدين. تورط كبار المسؤولين المرتبطين بالمركز السعودي، بمن فيهم القحطاني، بشكل مباشر في جريمة قتل خاشقجي، ومحاولة قتل منفيين سعوديين آخرين في الخارج، وتعذيب ناشطات في مجال حقوق المرأة في المملكة العربية السعودية.
هناك كاتبان آخران على الأقل رفضا الانصياع لإملاءات المركز السعودي لا يزالان في السجن بتهمة إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. كما انخرط المركز السعودي أيضًا في نشاطات المراقبة والقرصنة ضد صحفيين سعوديين ونشطاء حقوق الإنسان.
منذ عام 2016، تلقت شركة سكوير باتون بوغز 2.7 مليون دولار على الأقل من المركز السعودي. وحتى بعد أن تحدثت حكومة الولايات المتحدة علنًا عن تورط المركز السعودي في مقتل خاشقجي وفرضت عقوبات على القحطاني في إطار عقوبات قانون ماغنتسكي الدولي، يواصل السيد بويلز تقديم المشورة والخدمات الأخرى إلى المركز السعودي، الذي عمل بشكل فعال على تبييض انتهاكات الحكومة السعودية. يقدم السيد بويلز وشركة سكوير باتون بوغز للمركز السعودي خدمات الضغط والخدمات القانونية.
بموجب القانون الدولي، تتحمل الشركات مثل شركة سكوير باتون غوبز مسؤوليات لتجنب المساهمة في الآثار السلبية لحقوق الإنسان من خلال أنشطتها التجارية. يتعارض الضغط نيابة عن الموظفين الحكوميين المسؤولين عن القتل والتعذيب والاعتقال التعسفي والاحتجاز مع هذه المسؤوليات. يوفر مثل هذا الضغط الدعم والغطاء لمنتهكي حقوق الإنسان.
خلفية معلومات:
في رسالة تعاقد بتاريخ 19 سبتمبر/أيلول 2016 موجهة إلى القحطاني، كتب ديشاور، "نشكرك على إتاحة الفرصة لتمثيل مركز الدراسات والشؤون الإعلامية التابع للديوان الملكي السعودي من خلال تقديم المشورة القانونية والاستراتيجية والمناصرة بشأن السياسة الخارجية والقضايا ذات الصلة في حكومة الولايات المتحدة."
قال بن فريمان من مركز السياسة الدولية: "عندما تقول الحكومة الأمريكية أن الشخص الذي وقعتَ معه عقد ضغط هو أحد الأشخاص المسؤولين عن مقتل جمال خاشقجي، كيف تنام بالليل؟" واستفسر قائلًا: "كيف لا تتساءل عما إذا كان العمل الذي تقوم به يساعد الناس على الإفلات بجريمة قتل؟"
في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2016، أبلغت شركة سكوير باتون بوغز عن أكثر من 200 اجتماع ومكالمة هاتفية ورسائل بريد إلكتروني مع أعضاء الكونغرس نيابة عن المركز السعودي. قامت شركة سكوير باتون بوغز بتقديم النصح للمركز السعودي "فيما يتعلق بالمشورة القانونية والاستراتيجية المتعلقة بالسياسة والمناصرة بشأن السياسة الخارجية والقضايا ذات الصلة في حكومة الولايات المتحدة." وفي عام 2020، دفع المركز السعودي 391,000 دولار أمريكي لصالح شركة سكوير باتون بوغز مقابل خدمات الشركة، بما في ذلك خدمات الضغط والخدمات القانونية.
سعود القحطاني هو مستشار مقرب لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ووفقًا لمجتمع المخابرات الأمريكية، فهو العقل المدبر وراء مقتل خاشقجي. خلص تقرير استخباراتي أمريكي إلى أن كلًا من محمد بن سلمان والقحطاني خططا لعملية القتل، وقامت 29 دولة، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة وجميع الدول الـ 26 المنطوية في تأشيرة شنغن الأوروبية، بفرض حظر سفر ضد القحطاني لدوره في هذه الجريمة. كما فرضت المملكة المتحدة والولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على القحطاني. ووجه المدعون الأتراك اتهامات له لدوره في جريمة القتل ويحاكمونه حاليًا هو وغيره من المسؤولين الحكوميين السعوديين المتورطين في الجريمة.
كما تورط القحطاني شخصيًا في تعذيب ناشطات في مجال حقوق المرأة. فقد احتجز الناشطة البارزة في مجال حقوق المرأة لجين الهذلول في سجن سري حيث تعرضت للضرب والصعق بالكهرباء والاعتداء الجنسي. وبحسب الهذلول، فإن القحطاني أشرف بنفسه على تعذيبها، وقال لها في إحدى المرات: "سأقتلك، سأقطعك إلى أشلاء وأرميك في المجاري. لكن قبل ذلك، سأغتصبك".
يواصل بويلز الضغط لصالح المركز السعودي على الرغم من تورط المركز في الترهيب والعنف
بالإضافة إلى القحطاني، تورط مسؤولون آخرون في المركز السعودي في جريمة قتل خاشقجي. فبحسب مسؤولين في المخابرات الأمريكية، فإن الفريق السعودي الذي تم إرساله إلى إسطنبول لقتل أو اختطاف خاشقجي، "شمل مسؤولين عملوا أو مرتبطين بالمركز السعودي للدراسات والشؤون الإعلامية".
كان تورط المركز السعودي في جريمة قتل خاشقجي متسقًا مع النمط الذي اتبعه، باستخدام الترهيب والتهديد والمراقبة والقرصنة للترويج لحملاته الإعلامية نيابة عن العائلة المالكة السعودية، بحسب تقارير منشورة وروايات متعددة لأكاديميين ونشطاء سعوديين تحدثوا إلى باحثي منظمة (DAWN).
خلال 2017-2018، قبل مقتل خاشقجي، تواصل المركز السعودي مع العديد من السعوديين الذين لهم عدد كبير من المتابعين على تويتر يطلب منهم التغريد لدعم الحكومة. هدّد مسؤولو المركز السعودي باعتقال من لم يمتثل لإملاءاته. تم القبض على أولئك الذين لم يمتثلوا للأوامر، وفي حالة خاشقجي، تم قتله. في حين أنه ليس من غير القانوني أن تطلب وكالة حكومية من المدونين والكتّاب دعم رسائلها، فإن الأمثلة الثلاثة التالية توضح أن المسؤولين من المركز السعودي لم يطلبوا بل أمروا الكتّاب السعوديين بتضخيم الرسائل الحكومية، مع التحذير من عواقب وخيمة إن رفضوا ذلك:
- الخبير الاقتصادي السعودي البارز عصام الزامل معتقل في السعودية منذ سبتمبر/أيلول 2017، بعد أن قال أنه رفض تعليمات من القحطاني بشأن ما ينشره على مواقع التواصل الاجتماعي. كان الزامل يدعم بشكل عام السياسة الاقتصادية السعودية، لكنه استخدم وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به للتشكيك في خطة محمد بن سلمان لبيع جزء من شركة أرامكو المملوكة للدولة. في مقابلة مع منظمة (DAWN) في 28 مارس/آذار 2021، قال أصدقاء الزامل أنه أخبرهم أنه أثناء زيارته للولايات المتحدة في عام 2017، كجزء من وفد سعودي يشارك في فعالية تناقش خطة محمد بن سلمان الاقتصادية في رؤية 2030، أرسل له القحطاني رسالة نصية وأمره بتغريد رسائل معينة. قال الزامل أنه لن يقوم بذلك. وعند هبوطه في مطار سعودي في سبتمبر/أيلول 2017، أوقفه مسؤولون سعوديون واتهموه بارتكاب جرائم منها "السعي لإثارة الفتنة في المملكة عبر حسابه على تويتر." واحتجزته السلطات السعودية منذ ذلك الحين. بدأت محاكمته في سبتمبر/أيلول 2018، بعد عام كامل من اعتقاله ومازالت محاكمته مستمرة. لا يزال الزامل رهن الحبس الاحتياطي.
- الباحث الإسلامي السعودي سلمان العودة معتقل منذ سبتمبر/أيلول 2017، بعد رفض تعليمات من المركز السعودي. وفقًا لعائلته، الذين قابلتهم منظمة (DAWN)، أخبرهم العودة أن ممثلين عن المركز السعودي اتصلوا به في سبتمبر/أيلول 2017، وطالبوه بالتغريد لدعم الحملة السعودية ضد قطر في حسابه على تويتر الذي يبلغ عدد متابعيه فيه 14 مليونًا. رفض وبدلًا من ذلك غرّد على تويتر لدعم المصالحة بين الدولتين. اعتقله مسؤولون سعوديون واتهموه بارتكاب جرائم منها نشر تغريدات معارضة للحكومة السعودية. يواجه العودة حاليًا عقوبة الإعدام.
- قام مسؤولون سعوديون بقتل وتقطيع أوصال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018. وكان خاشقجي قد ذهب إلى منفى اختياري في الولايات المتحدة بعد أن أمره القحطاني بالتوقف عن الكتابة أو التحدث أو التغريد على تويتر. وفقًا لأصدقاء خاشقجي الذين تحدثوا إلى منظمة (DAWN)، في الأشهر التي سبقت مقتله، أخبرهم خاشقجي أن القحطاني اتصل به في الولايات المتحدة في مناسبات متعددة، وعلّق على نشاطه على تويتر وطلب منه الكتابة أو الامتناع عن كتابة رسائل معينة على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن لم يمتثل خاشقجي لذلك. حاول القحطاني أولًا إقناع خاشقجي بالعودة إلى المملكة العربية السعودية، مؤكدًا له أنه سيكون بأمان هناك، ثم قام لاحقًا بالتخطيط لقتله.
كما استخدم مسؤولو المركز السعودي وسائل التواصل الاجتماعي لمضايقة أولئك الذين لا يتفقون مع سياسات الحكومة السعودية. ففي أغسطس/آب 2017، طلب القحطاني من متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي تقديم أسماء الأشخاص المؤيدين لقطر، التي كانت السعودية تقاطعها في ذلك الوقت، حتى يتمكن من إنشاء قائمة سوداء و "النظر فيها". اعتقل المسؤولون السعوديون وألحقوا الأذى الجسدي ببعض الأشخاص المدرجين في القائمة السوداء. كما أنشأ المركز السعودي وأدار حسابات وهمية سعودية ودفع لمستخدمي تويتر السعوديين مقابل مضايقة المعارضين على الإنترنت. يبدو أن المركز السعودي قد استخدم أبحاث ومعلومات حول الملف الإعلامي للحكومة لتحديد النشطاء الذين يجب ترهيبهم واعتقالهم، بما في ذلك أفراد عائلات النشطاء خارج المملكة العربية السعودية.
وفقًا لمسؤول أمني سعودي سابق تحدث إلى منظمة (DAWN) في 28 مارس/آذار 2021، فإنه حتى عام 2017، عمل المركز السعودي أيضًا كجهاز موازي لجمع معلومات استخباراتية، بحيث يرفع تقاريره إلى محمد بن سلمان شخصيًا، ويقوم باختراق حسابات تخص معارضين سعوديين وصحفيين أجانب، ومراقبة المنشقين.
استخدم المسؤولون السعوديون برامج وأدوات تجسس كانت لدى القحطاني، الذي يعمل لحساب المركز السعودي الذي يقدم تقاريره مباشرة إلى الديوان الملكي، لاختراق موظفي منظمة العفو الدولية والمعارضين السعوديين.
بعد مقتل خاشقجي، أنهى القحطاني قيادته الرسمية للمركز السعودي، وتم بموجب أمر ملكي إنشاء مركز جديد للدراسات الإعلامية والتواصل لتقييم وتحسين صورة المملكة، خاصة في الخارج. كلّف الأمر الملكي النسخة الجديدة من المركز السعودي بأهداف مماثلة للأهداف القديمة.
المركز السعودي الجديد له مكانة أقل، وليس من الواضح ما إذا كان المركز السعودي القديم يستمر في العمل بالتوازي، أو ما إذا كانت أنشطته تندرج في المركز الجديد. لم يحدد الأمر الملكي بإنشاء المركز السعودي الجديد وظائف المركز الجديد، لكن تبدو متشابهة للغاية مع تلك الخاصة بالمركز القديم. على سبيل المثال، قال باحث سعودي لمنظمة (DAWN) أنه في أغسطس/آب 2020، اتصل به مسؤولون من المركز السعودي الجديد يطلبون منه بحوث وتوصيات حول كيفية التعامل مع انتشار المعارضين السعوديين في الخارج—وهي وظيفة تقليدية للمركز السعودي القديم.
لم يعد القحطاني مرتبطًا علنًا بأي مركز إعلامي حكومي، رغم ورود تقارير عن استمراره في ممارسة نفوذه من وراء الكواليس. يواصل السيد بويلز تمثيل المركز السعودي وإدراجه في التقارير التي يرفعها بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب بالاسم الأصلي للمركز، مركز الدراسات والشؤون الإعلامية. في النصف الثاني من عام 2020، قدمت شركة سكوير باتون بوغز المشورة القانونية العامة للمركز وتلقت مبلغ 157,300 دولار أمريكي مقابل ذلك.
يشوّه بويلز سمعته وسمعة شركة سكوير باتون بوغز من خلال تمثيله للمركز السعودي للدراسات والشؤون الإعلامية والسعي لتزويد المركز بالمشورة والمناصرة فيما يتعلق بالحكومة الأمريكية على الرغم من سجل المركز الطويل في انتهاكات حقوق الإنسان.
يجب على السيد بويلز وشركة سكوير باتون بوغز إنهاء عقدهما مع المركز السعودي على الفور وإجراء مراجعة للعناية الواجبة لجميع عملائهم.
يجب على الكونغرس منع جماعات الضغط من تمثيل عملاء حكوميين أجانب متورطين في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني، مثل تمثيل السيد بويلز للمركز السعودي.
يجب على المسؤولين الأمريكيين الامتناع عن الاجتماع مع السيد بريت بويلز وجماعات الضغط الأخرى التي تعمل لصالح المركز السعودي.
يجب على نقابات المحامين بالولايات المختلفة التحقيق والإيقاف من ممارسة القانون بحق أي محامٍ يعمل مع شركة سكوير باتون بوغز، بما في ذلك السيد بويلز، الذي قد يكون قد نقل بيانات كاذبة ومضللة، بما في ذلك الإسقاطات المادية، إلى المشرعين والجمهور بشكل عام بصفتهم أعضاء في جماعات ضغط.
لم يرد بويلز على طلب منظمة (DAWN) للتعليق على النتائج التي توصلنا إليها على النحو المبين أعلاه.