فريدريك ديكناتل المحرر التنفيذي لمجلة الديمقراطية في المنفى الخاصة بمنظمة (DAWN)
لا ينبغي أن يكون مفاجئًا أن المقالات الأكثر شعبية في مجلة "الديمقراطية في المنفى" لهذا العام نُشرت جميعها بعد 7 أكتوبر. وتلخص مقالاتنا الثلاثة الأكثر قراءة لعام 2023 تغطيتنا لآثار الهجوم الوحشي الذي شنته حماس في جنوب إسرائيل والهجمات المستمرة للحرب الإسرائيلية الانتقامية والمدمرة في غزة – من خلال تضخيم الأصوات على الأرض في غزة وفي إسرائيل.
وحذر محامي حقوق الإنسان الإسرائيلي مايكل سفارد من أن "الصدمة العميقة والغضب في المجتمع الإسرائيلي بسبب مذبحة حماس" يمكن "استغلالهما للتطهير العرقي في غزة"، خاصة وأن حكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة تضم "عناصر لا تخفي تخيلاتها في الاستمرار في التطهير العرقي في غزة والاستمرار بما بدأ عام 1948 وهو طرد السكان الفلسطينيين بالقوة".
تتحدث المحامية الفلسطينية ديانا بوتو، المستشارة القانونية السابقة لفريق التفاوض التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، عن "التجريد الروتيني للفلسطينيين من انساتيتهم" والذي بدأ على الفور مع أنباء هجوم حماس، عندما بدأ هاتفها يرن دون توقف لطلب إجراء مقابلات معها من قبل وسائل الإعلام الغربية التي "نادراً ما تتصل بمثل هذه الإلحاح عندما تقتل إسرائيل الفلسطينيين". بوتو وسفارد كلاهما زميلان غير مقيمين في DAWN.
وتحدث الجراح غسان أبو ستة إلى DAWN من مستشفى الشفاء المحاصر في غزة، محذراً من "التدمير المتعمد الذي تقوم به إسرائيل لقدرة النظام الصحي من خلال استهداف المستشفيات". غادر أبو ستة منزله وعيادته الطبية في لندن للذهاب إلى غزة لعلاج الفلسطينيين المصابين في القصف الإسرائيلي، كما فعل مرات عديدة من قبل. ولكن كما قال لأميد معماريان في أواخر أكتوبر/تشرين الأول، فإن هذه المرة كانت مختلفة: "الأعداد والسرعة والشراسة والتدمير المتعمد لأحياء بأكملها – لم يكن كل ذلك متناسباً على الإطلاق مع أي شيء".
وكما تظهر قائمة نهاية العام هذه، فإن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أصبح ملحاً أكثر من أي وقت مضى. هناك نص واحد هنا نشر العام الماضي: قصيدة صارخة كتبها مصعب أبو طه، الشاعر والكاتب المشهور في غزة والذي اعتقله الجنود الإسرائيليون وضربوه أثناء محاولته المغادرة إلى مصر مع عائلته في نوفمبر/تشرين الثاني. ربما تكون قصيدته "باب على الطريق" التي نشرت في مجلة "الديمقراطية في المنفى"، والتي تدور حول "منزل مهدم في مخيم اللاجئين"، قد كتبت العام الماضي، ولكنها مثل كل أشعاره، تستحضر واقع غزة الحاضر دائمًا.
هذا هو عام 2023 من خلال عيون قرائنا.
*
مايكل سفارد
"قد يؤدي الترحيل القسري، المقترن بالحرمان من الوسائل الأساسية للبقاء على قيد الحياة، إلى كارثة إنسانية في غزة على نطاق لا يمكننا تصوره—في الحقيقة قد بدأ الوضع بالسير في ذلك الاتجاه… ولا ينبغي لنا أن نتجاهل الخوف من استغلال الصدمة والغضب الشديدين في المجتمع الإسرائيلي إزاء المذبحة التي ارتكبتها حماس لأغراض التطهير العرقي في غزة."
2. الجراح غسان أبو ستة يتحدث عن "الكارثة الوشيكة" في مستشفيات غزة
اجرى المقابلة أميد معماريان
"الأعداد والسرعة والشراسة والتدمير المتعمد لأحياء بأكملها—كل ذلك لا يمكن مقارنته تمامًا مع أي شيء آخر. ولعل أقرب ما حدث لذلك في المنطقة كان أثناء الحصار الإسرائيلي لبيروت عام 1982."
3. عندما يتم تجريد حياة الفلسطينيين من إنسانيتهم، تصبح معاناة الفلسطينيين طبيعية
ديانا بوتو
" بات من الواضح على الفور أن حياة الإسرائيليين ذات معنى، في حين أن حياة الفلسطينيين لا معنى لها… فقط في عالم تجرد فيه حياة الفلسطينيين من إنسانيتهم، تصبح معاناة الفلسطينيين أمرًا طبيعيًا. وفقط عندما يتم تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم، يُنظر إلى هجوم حماس على أنه "غير مبرر"، أي أنه يأتي من العدم."
4. العاصمة الإدارية الجديدة في مصر هي حماقة صحراوية أخرى
ياسر الششتاوي
"العاصمة الإدارية الجديدة هي التعبير الأوضح للهجوم على المشهد العمراني للقاهرة في عهد السيسي—إفراغ العاصمة المصرية الحالية من المباني والمؤسسات الحكومية، وتدمير أحياء القاهرة القديمة والتراث العمراني باسم "التقدم" في شكل جديد متضخم من الطرق السريعة والجسور وناطحات السحاب."
5. هل يمكن للقانون الدولي أن يسود في غزة وإسرائيل؟
مايكل لينك
"لا توجد أزمة في مجال حقوق الإنسان أو احتلال عسكري في العالم الحديث حيث تحدّث القانون الدولي بشكل متكرر وبمثل هذا الوضوح، وفي المقام الأول من خلال المئات من قرارات الأمم المتحدة، كما تمّ مع الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. ومع ذلك، منذ ظهور قضية فلسطين، كان القانون الدولي في فلسطين أقرب بكثير إلى القوة منه إلى العدالة."
6. بن غفير يسلّح آلاف الإسرائيليين ويلعب بالنار
إيال لوري-بارديس
"إن سياسة الأسلحة الجديدة—تسليح آلاف الإسرائيليين، بما في ذلك المستوطنين—تزيد من خطر إشعال هذا السيناريو الكابوس. ومن خلال تسهيل توزيع المزيد من الأسلحة على الإسرائيليين، بما في ذلك العديد من المستوطنين، يأمل بن غفير—وهو مستوطن أيضًا—في تعزيز شخصيته العامة العسكرية وإثارة المزيد من الهستيريا المعادية للفلسطينيين."
7. قبل 50 عامًا، كانت السعودية هي الرابح الأكبر في حرب أكتوبر، ولا تزال الولايات المتحدة تدفع الثمن
بروس رايدل
"وكان كل رئيس أميركي منذ نيكسون يتودد إلى السعوديين، إلى حد كبير لضمان التدفق السلس للنفط. لكن اليوم، يستخدم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مرة أخرى "سلاح النفط" لإبقاء الأسعار مرتفعة، مما يساعد في تأجيج حرب روسيا في أوكرانيا… وحتى بعد التحول الذي طرأ على موقف بايدن بشأن السعودية، بما في ذلك زيارته للمملكة في الصيف الماضي ومصافحة محمد بن سلمان بقبضة اليد، فقد خرج خالي الوفاض، في رفض مهين."
8."باب على الطريق" قصيدة من غزة
مصعب أبو توهة
بابٌ على الطريق
في مخيم اللاجئين،
بعد الانفجار، يطير بابٌ نحو شارعٍ بعيد
ويسقط بجانب كومة من الركام.
تَحُطُّ غيوم من الغبار على البيوت المجاورة التي تسعل،
بيوتٌ وَرّمتْ أنوفَها حرارةُ الهواء المحترق.
تمر فتاة، ترى الباب النازف، وتفتحه.
ترقد جثةٌ تحته.
9. المستوطنات هي المحرك للاحتلال الإسرائيلي الأبدي وجريمة حرب
مايكل لينك
"بحلول الوقت الذي بدأت فيه الجولة الأخيرة من المفاوضات في روما في يوليو/تموز 1998 لإنشاء المحكمة الجنائية الدولية، كان القانون الدولي قد قرر بالفعل بشكل حاسم أن الاستيطان المدني في الأراضي المحتلة هو جريمة حرب. لم يكن المشروع في روما لمناقشة أو تبديد هذا الإجماع في القانوني الدولي، كما أراد وفد إسرائيل على ما يبدو، ولكن كان يهدف إلى إنشاء محكمة لتوفير المساءلة عن جميع جرائم الحرب."
10. ناثان ثرال يتحدث عن المآسي اليومية في الحياة الفلسطينية و"هندسة الفصل" الإسرائيلية
أجرى المقابلة مايكل شيفر عمر-مان
"هذا المكان مؤقت، خاصة بالنسبة للفلسطينيين. الأمر لا يتعلق بسرقة الأرض فحسب، بل بسرقة الوقت… هذه كارثة أخلاقية. هذا هو ما تشعر به عندما تكون جزءًا منه وتخضع له وتكون ضحية له وتكون مشاركًا فيه. وفي الواقع، هذا هو طموح هذا الكتاب—أن يجعل الناس يشعرون بما يعنيه العيش في هذا المكان."
11. غزة حطمت أوهام بايدن بشأن الشرق الأوسط
معين رباني
"وبعبارة صريحة، فإن الولايات المتحدة شريك نشط ومتواطئ في ميادين القتل في غزة، واستنادًا إلى التصريحات الرسمية الصادرة من واشنطن، فإن إدارة بايدن فخورة، بل وتتباهى بدورها في ذلك… ن الدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل يخفي تطورًا مهمًا لم يحظ باهتمام كافٍ: انهيار ثقة الولايات المتحدة في القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، ومعه انهيار ثقة الولايات المتحدة في القدرات العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية. وهذا أخطر بكثير مما كان عليه خلال حرب أكتوبر/تشرين الأول قبل 50 عامًا. "
12. ما رأيتُه في جنين بعد أكبر غارة إسرائيلية على الضفة الغربية منذ 20 عامًا
ديانا بوتو
"عند الانسحاب من جنين، ادّعى الجيش الإسرائيلي أنه حقق أهدافه العسكرية. بالطبع، لم يحدث ذلك. لكنه حقق أهدافًا أخرى وهي ترهيب جيل آخر من الأطفال الفلسطينيين وتدمير البنية التحتية للمخيم وإجبار الأونروا التي تعاني بالفعل من ضائقة مالية على إيجاد طرق لإعادة بناء المخيم مرة أخرى. قال لي أحد السكان: نحن نعلم أنهم سيعودون. إنها مسألة وقت فقط قبل أن يمحونا من على وجه الأرض بالكامل—نحن آخر تذكير بالنكبة."
13. إنكار النكبة بعد 75 عامًا: مائدة مستديرة نظمتها مجلة الديمقراطية في المنفى
مائدة مستديرة مع ديانا بوتو، مايكل عمر مان، يائيل بيردا، يارا م. عاصي، خالد الجندي، جويل بينين، مايكل لينك، نور عرفة، أمجد العراقي، داود كتاب، إيتان برونشتاين، ورامي خوري.
"إن الأساطير المحيطة بالكيان الإسرائيلي هي مجرد تمرين في الخيال الاستعماري – وانطلاقاً من الحماسة الأيديولوجية أو الحسابات الاستراتيجية، عاش صناع السياسة الغربيون بشكل غير مباشر من خلال هذا الخيال وحرضوا عليه بشكل كبير. وحتى يومنا هذا، يُقال للفلسطينيين إن أي شعور بالانتماء إلى أرضهم هو أمر غير مقبول وأنه لا شيء مقارنة بألفي عام من شوق اليهود؛ وأن أي معاناة عانوا منها لا يمكن مقارنتها بأهوال المحرقة؛ وأن أي مستقبل يتصورونه يأتي في المرتبة الثانية بعد تطلعات الصهيونية".
14. ما الذي مكن سعيّد من فرض ديكتاتوريته في تونس
طارق المجريسي
"كما يقول المثل الأفريقي القديم، يتطلب الأمر قرية لتربية طفل، وكذلك الأمر يتطلب مجتمعًا من مؤسسات الدولة والداعمين المحليين والعوامل التمكينية الدولية لقيام دكتاتورية… إذا كانت خيبة الأمل واليأس لدى الكثيرين قد ساعدت على ترسيخ ديكتاتورية سعيّد، فإن الانتهازية الضيقة الأفق وجشع قلة من الناس هي التي سمحت لتلك الديكتاتورية بالازدهار."
15. وفاة إيدن نايت ليست بغـريبة على العابـريـن/ات جندريًا من السعوديـيـن
نورا نور الله
"ان قصة إيدن نايت لا تعكس فقط الإساءات التي يواجهها العابرين جندريًا في المجتمع السعودي، ولكن تبين أنهم ليسوا في مأمن من هذه الإساءات حتى عندما يكونون في بلد آخر. يجب أن يجبر موت إيدن نشطاء مجتمع الميم في الدول الغربية، والحكومات الغربية نفسها، على إيجاد طرق جديدة لدعم وحماية السعوديين العابرين جندريًا في الخارج. وفي حين يجب الحفاظ على ذكرى إيدن حية والمطالبة بتحقيق العدالة لموتها، يجب عمل المزيد لمنع حدوث قصص أخرى مشابهة لقصة إيدن."