تحتفل (DAWN) بعامها الأول من الإنجازات والنمو.
أصدقائي الأعزاء،
يسعدني أن أشارككم تقريرنا السنوي، الذي يعكس أول عام كامل من العمل في DAWN.
بعد مرور أكثر من 10 سنوات منذ انتفاضات الربيع العربي، لا تزال الحوكمة السيئة التي أشعلت شرارة تلك الانتفاضات تعصف بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ولكن على الرغم مما قد تروّج له وسائل الإعلام ومراكز السياسات الكبرى، فإن شعوب المنطقة تواصل التطلع إلى التحول إلى الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. هناك قوتان رئيسيتان تقفان في طريقهم: الطواغيت الذي يحكمون بلدانهم، والحكومات الأجنبية التي تساعد وتحرض حكّام تلك البلدان.
عرف صديقي جمال خاشقجي هذا الواقع. لهذا السبب قبل بضعة أشهر من مقتله الوحشي من قبل وكلاء حكوميين، أسس منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي (DAWN) —وهي منظمة مكرسة لجعل رؤيتنا بوجود منطقة تقودها حكومات ديمقراطية تحترم الحقوق حقيقة واقعة.
من خلال البحث والتحليل الدقيقين والتواصل الإعلامي المستمر والمناصرة التي تستهدف صنّاع السياسات والاجتماعات مع كبار خبراء حقوق الإنسان والسياسة الخارجية، تتحدى منظمة (DAWN) النظرة التقليدية حول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ودور الولايات المتحدة فيها، وتحشد الدعم للسياسات التي تدعم ولا تعرقل حقوق الإنسان، وتقود عملية العصف الذهني لإيجاد حلول جديدة لمشاكل إقليمية طويلة الأمد.
توفر مجلتنا الإلكترونية "الديمقراطية في المنفى" منصة يمكن من خلالها أن يتحدث المنفيين والناشطين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بحرية، بل وأن يستمع لهم من هم في السلطة. توثق مشاريعنا البحثية المميزة قضايا الملاحقات القضائية الظالمة في المنطقة، وتكشف وتتابع المساءلة للمسؤولين الحكوميين من المستوى المتوسط الذين يرتكبون ويمكّنون هذه الانتهاكات وغيرها، وتكشف وتحشد الضغط على اللوبيات في الولايات المتحدة التي يُدفع لها مقابل العمل على تأمين استمرار تدفق الدعم الأمريكي إلى الحكومات الإقليمية المسيئة.
نعرف في منظمة (DAWN) أن تحقيق أهدافنا لن يكون سهلًا. نحن نقف ضد مصالح أقوى جماعات الضغط في العالم: صناعة الدفاع الأمريكية والحكومات الإقليمية المسيئة نفسها. كما أننا نواجه معركة شاقة مع الحكومة الأمريكية، التي طالما قدمت الدعم السياسي والعسكري لبعض الحكومات الأكثر قمعية في المنطقة.
لكن على الرغم من التحديات، هناك أثر لأعمالنا. كما هو مبين في هذا التقرير، انتقلنا خلال عام ونيف من منظمة غير ربحية غير معروفة تضم أربعة موظفين، إلى منظمة بارزة ومحترمة تضم أكثر من عشرة خبراء يسعون إلى إحداث تغيير في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. لقد مهدت منظمتنا الصاعدة الطريق لسلسلة من النجاحات في مجال المناصرة.
تشمل الأمثلة دفع شركة ضغط مقرها الولايات المتحدة لإلغاء عقدها مع جهة حكومية سعودية متورطة في مقتل مؤسسنا، وإقناع مجلس مدينة العاصمة الأمريكية واشنطن بتسمية الشارع الواقع مقابل السفارة السعودية باسم "طريق خاشقجي"، وقيادة إنشاء مجموعة عمل خاصة بسياسة حظر خاشقجي للمساعدة في منع المعتدين من المنطقة من القدوم إلى الولايات المتحدة. وبينما لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه لتحقيق مهمتنا، أعتقد أنه مع التفاني والإبداع والمثابرة، سيكون هناك بالتأكيد أثر أكبر لعملنا.
حان الوقت الآن للاستفادة من فرص التغيير التي ساعدنا في خلقها—في كل من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهنا في الولايات المتحدة—وتمهيد الطريق لمستقبل أكثر عدلًا وإنصافًا لشعوب المنطقة. أتمنى أن تنضموا إلينا في جهود تحقيق ذلك.
سارة لي ويتسن،
المديرة التنفيذية لمنظمة (DAWN)