DAWN’s experts are the driving force behind the organization’s mission and vision. Our experts complement our research work and bolster our advocacy efforts.

No posts found!

Read all the latest articles from the DAWN team of Experts and Contributors.

هل يستطيع بايدن تجنب "حرب شاملة" بين إسرائيل وحزب الله؟

English

إنّ حرب الاستنزاف بين حزب الله وإسرائيل على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية تُنذر بالتصعيد إلى صراع شامل، وسط التهديدات والخطابات المتبادلة من جانب زعماء حزب الله والمسؤولين الإسرائيليين. فبعد أن نشر حزب الله لقطات من طائرة استطلاع بدون طيار حلقت مؤخرًا فوق حيفا مباشرة، لتصوير مواقع حساسة وأحياء مدنية، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه وافق على خطة لغزو محتمل للبنان. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي: "نحن قريبون جدًا من لحظة اتخاذ القرار بتغيير القواعد ضد حزب الله ولبنان"، في إشارة إلى ما أسماه "حربًا شاملة". وفي الوقت نفسه، حذر الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، إسرائيل في خطاب تلفزيوني ألقاه مؤخرًا في بيروت من أن "لا مكان في البلاد في مأمن من صواريخنا".

من شأن الغزو الإسرائيلي للبنان لمحاربة حزب الله أن يرفع التوترات في الشرق الأوسط إلى مستوى جديد تمامًا وأن يتحول بسرعة إلى صراع إقليمي أوسع كثيرًا مما كانت عليه حرب غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول. وما قد تأمل إسرائيل تحقيقه بشكل واقعي من حرب شاملة ضد حزب الله غير واضح، وخاصة بالنظر إلى أن إسرائيل لم تحقق هدفها الأقصى المتمثل في "النصر الكامل" على حماس في غزة. إنّ حزب الله مسلح ومجهز بشكل أفضل بكثير من حماس، ولبنان يوفر لحزب الله عمقًا استراتيجيًا، وهو ما لا تملكه حماس في غزة المحاصرة. ناهيك عن القوة العسكرية لحزب الله وحدها، وخاصة ترسانته من الصواريخ والطائرات بدون طيار، فإن مجموعات مختلفة في "محور المقاومة" بقيادة إيران في جميع أنحاء المنطقة قد تدخل لبنان عبر سوريا للقتال إلى جانب حزب الله إذا اندلعت مثل هذه الحرب. ومن المرجح أن تكون الحرب هذه المرة أكثر تدميرًا من الحرب التي استمرت 33 يومًا بين إسرائيل وحزب الله في صيف عام 2006.

وبالنسبة لنتنياهو، فإن السياسة الإسرائيلية الداخلية قد تكون عاملًا رئيسيًا في اتخاذ قراراته مثل أمور أخرى، بما في ذلك استراتيجية الجيش الإسرائيلي. وتضم حكومته متطرفين في مناصب رفيعة المستوى، مثل الوزير إيتامار بن غفير والوزير بتسلئيل سموتريتش، اللذين يدعوان إلى إعادة إنشاء المستوطنات الإسرائيلية في غزة وكانا يهددان حزب الله بالحرب، ويدعوان إلى غزو جنوب لبنان و"الاستيلاء العسكري الإسرائيلي" عليه. وتعتقد مجموعة صغيرة جديدة من المستوطنين الإسرائيليين المتعصبين الذين يطلقون على أنفسهم اسم "حركة مستوطني جنوب لبنان" أن إسرائيل يجب أن تضم جنوب لبنان وتعيد احتلاله تحت راية "إسرائيل الكبرى". وعقدت المجموعة مؤتمرها التأسيسي في وقت سابق من هذا الشهر ومن المرجح أن تغازل أمثال بن غفير وسموتريتش.

وكان مبعوث الرئيس جو بايدن آموس هوكشتاين يتنقل بين بيروت والقدس، داعيًا إلى خفض التصعيد "بصورة عاجلة". وهذا من شأنه أن يشكل اختبارًا دبلوماسيًا آخر لإدارة بايدن قد تفشل فيه. لقد أدى دعم بايدن "الصارم" لإسرائيل طوال الحرب في غزة إلى تقويض نفوذ البيت الأبيض لدى نتنياهو وأي حديث عن "خطوط حمراء"، خاصة بالنظر إلى ما حدث مؤخرًا في رفح.

من المرجح أن تكون الحرب هذه المرة أكثر تدميرًا من الحرب التي استمرت 33 يومًا بين إسرائيل وحزب الله في صيف عام 2006.

- جورجيو كافييرو

قالت مارينا كالكولي، الباحثة في جامعة كولومبيا والخبيرة في شؤون حزب الله، لمجلة الديمقراطية في المنفى أن فرض خطوط حمراء على إسرائيل "أمر صعب للغاية بالنسبة لهذه الإدارة، ليس فقط لأن إسرائيل تبدو وكأنها تتلاعب بواشنطن، بل لأنها تضع الولايات المتحدة أمام مواقف الأمر الواقع بدلًا من تنسيق استراتيجياتها مع داعمها المالي الرئيسي".

لكن هذا لا يعني أن إدارة بايدن تريد من إسرائيل أن تبدأ مثل هذه الحرب مع حزب الله، والتي قد تكون كارثية لمصالح الولايات المتحدة. قالت سيما غدار، وهي محللة سياسية ومرشحة دكتوراه في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، في مقابلة مع مجلة الديمقراطية في المنفى: "لقد أصبح من الواضح أن حزب الله اكتسب ما يكفي من القدرات العسكرية والبراعة التكنولوجية والأسلحة الدقيقة ليشكل تهديدًا استراتيجيًا لإسرائيل، وللاستراتيجيات الأمنية للولايات المتحدة في المنطقة بشكل عام".

ستكون التكلفة الاقتصادية لحرب كبرى بين إسرائيل وحزب الله هائلة بالنسبة للولايات المتحدة. تقول كالكولي: "لقد استثمر بايدن بالفعل أكثر من 25 مليار دولار لدعم حرب إسرائيل والإبادة الجماعية على غزة. إذا قررت إسرائيل غزو لبنان، فلن تكون حملة عسكرية سريعة". سيواجه بايدن ضرورة أن يبرر للناخبين الأمريكيين إنفاق مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل لخوض حرب أخرى في لبنان، قبل أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية المحورية في نوفمبر/تشرين الثاني.

وبصرف النظر عن اقتصاديات مثل هذه الحرب، فإن إدارة بايدن لديها أيضًا مخاوف بشأن كيفية انتشار مثل هذا الصراع في لبنان إلى أجزاء أخرى من الشرق الأوسط، ما قد يؤدي إلى خطر نشوب حرب إقليمية تشمل إيران. لا يريد البيت الأبيض أن يرى الولايات المتحدة تنجر إلى مستنقع قبل أشهر فقط من السباق الانتخابي المفترض بين بايدن ودونالد ترامب، خاصة في وقت تريد فيه إدارة بايدن أن تركز السياسة الخارجية الأمريكية بشكل أكبر على المنافسة بين القوى العظمى مع الصين وروسيا.

لقد أوضح حزب الله أن ضرباته على شمال إسرائيل ستتوقف في اللحظة التي تلتزم فيها إسرائيل بوقف إطلاق النار الدائم في غزة. لقد أدت الهجمات المتبادلة إلى إخلاء جزء كبير من شمال إسرائيل من سكانه، ما أدى إلى خلق ما وصفته الصحافية رانيا أبو زيد بـ"منطقة عازلة" تقع لأول مرة في الأراضي الإسرائيلية، وليس العربية.

وكما زعمت ميراف زونسزين من مجموعة الأزمات الدولية مؤخرًا، فإن "وقف إطلاق النار في غزة من شأنه أن يجلب الهدوء إلى شمال إسرائيل، ويسمح بفترة راحة ضرورية للغاية للجيش، ويمهد الطريق أمام السكان للعودة إلى ديارهم، ويفتح الباب أمام إمكانية التوصل إلى تفاهمات دبلوماسية بين إسرائيل ولبنان". ولكن خبراء آخرين يحذرون من أن وقف إطلاق النار في غزة قد لا يكون كافيًا الآن لتجنب الحرب في لبنان، حيث من المحتمل أن تتضخم الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله وتصعب السيطرة عليها.

 

من شأن هذا التصعيد أن يشكل لإدارة بايدن اختبارًا دبلوماسيًا آخر قد تفشل فيه.

- جورجيو كافييرو

قال نيكولاس نوي، مدير مؤتمر الأبحاث غير الربحي (Exchange Foundation) ومقره بيروت ومحرر كتاب "صوت حزب الله: تصريحات السيد حسن نصر الله" لمجلة الديمقراطية في المنفى: "في الوضع الحالي، من المرجح جدًا أن تحتاج إسرائيل إلى انسحاب كبير وقابل للتحقق من قبل حزب الله من الحدود من أجل تجنب الضغوط الداخلية نحو هجوم أوسع نطاقًا، ولكن من غير المرجح أيضًا أن تؤدي أي مجموعة من التنازلات المحلية التي قد ترغب الولايات المتحدة في منحها لحزب الله أو تكون قادرة على منحها"—بما فيها رئيس لبناني مرغوب، وترسيم الحدود لصالح لبنان، ومساعدات إعادة الإعمار—"إلى تحقيق ذلك، نظرًا للحواجز العسكرية والتاريخية والسياسية والإيديولوجية الثقيلة".

ويبدو أن المبعوث الخاص لبايدن، هوكشتاين، يعتقد أن علاقته العملية مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي جيدة بما يكفي ليتمكن من "تسهيل نوع من صفقة الانسحاب من قبل حزب الله بعد وقف إطلاق النار"، كما قال نوي. ولكنه أضاف أن "الحقيقة هي أن برّي ببساطة لا يملك القدرة على التأثير في هذه القضية الجوهرية التي تتعلق بمصالح حزب الله".

وقال نوي إنّ تجنب "حرب شاملة" في لبنان قد يعتمد في نهاية المطاف على ما إذا كان "القادة الإسرائيليون يدركون داخليًا التوازن المتغير للقوى وبالتالي يقللون من مطالبهم المباشرة تجاه حزب الله، ويقبلون تدابير أصغر ولكنها مهمة و"قابلة للتنفيذ" والتي يمكن أن تساعد بمرور الوقت في الحد من قدرة حزب الله ورغبته في إظهار قوته العسكرية". وأشار نوي الى أن هذه التدابير قد تشمل وجودًا أقوى للجيش اللبناني على الحدود مع إسرائيل، ومساحة أكبر لقوات الأمم المتحدة للمناورة في جنوب لبنان، وترسيم أجزاء غير مثيرة للجدل من الحدود اللبنانية الإسرائيلية. ومع ذلك، أشار إلى أن احتمال موافقة الحكومة الإسرائيلية على مثل هذه التدابير منخفض. وشكك في أن القادة الإسرائيليين "لديهم الرغبة أو القدرة على اتباع مثل هذا المسار، في حين يبدو من غير المرجح أن تدفع إدارة بايدن الإسرائيليين في هذا الاتجاه، ناهيك عن ممارسة الضغوط المعروفة نحو وقف إطلاق النار".

في الوقت الحالي، تسعى إدارة بايدن إلى تنفيذ استراتيجية تهدف إلى حماية أمن شمال إسرائيل من خلال الدفع نحو إنشاء شكل من أشكال المنطقة العازلة بين لبنان وإسرائيل، في جنوب لبنان، بدلًا من السلام الحقيقي. وتقول سيما غدار أن مسار التفاوض هذا مهدد بالفشل، بالنظر إلى قوة حزب الله وموقعه في لبنان. وتضيف: "من خلال الخبرة السابقة مع الإسرائيليين، من غير المرجح أن يوافق حزب الله على الانسحاب من الحدود الجنوبية"، التي أشارت إلى أنها موضع نزاع بالفعل، "فقط للمساعدة في إنشاء حدود أمنية للإسرائيليين". وأشارت إلى اقتباس من برّي في فبراير/شباط حيث قال: "من الأسهل نقل نهر الليطاني إلى الجنوب من تهجير حزب الله شمالًا".

مراسم تشييع في الضاحية الجنوبية لبيروت لطالب عبد الله، القائد الكبير في حزب الله الذي قُتل في غارة جوية إسرائيلية، 12 يونيو 2024. (تصوير حسام شبارو/الأناضول عبر غيتي إيماجز)

Source: Getty IMages

Want more insights like this?

Get our newsletter straight to your inbox

Support Us

We hope you enjoyed this paywall-free article. We’re a non-profit organization supported by incredible people like you who are united by a shared vision: to right the wrongs that persist and to advocate for justice and reform where it is needed most.

Your support of a one-time or monthly contribution — no matter how small — helps us invest in our vital research, reporting, and advocacy work.

مقالات ذات صلةالمشاركات

related

ساعدوا "دون" على حماية حياة وحقوق الفلسطينيين في غزة.

إننا نناضل من أجل وقف إطلاق النار ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين المسؤولين عن جرائم الحرب في غزة.