تطرد الجامعات الطلاب بسبب نشاطهم المؤيد لفلسطين. السلطات تعتقل الطلاب وتجبرهم على التعهد بعدم الاحتجاج.
(واشنطن العاصمة، 22 مارس/آذار 2024): قالت منظمة (DAWN) أنه ينبغي على قوات الأمن والجامعات الأردنية إنهاء عمليات الاعتقال والطرد والمضايقة والترهيب لطلاب الجامعات بسبب نشاطهم السلمي من أجل الحقوق الفلسطينية، وإعادة الطلاب المفصولين فصلا نهائيا أو مؤقتا. منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، تم اعتقال تسعة طلاب على الأقل وفصل خمسة طلاب نهائيا او مؤقتا بسبب مشاركتهم في مثل هذه الاحتجاجات.
قال جمال الطاهات، وهو مستشار أول في منظمة (DAWN): "يجب أن يكون حق الطلاب في حرية التعبير حقًا أصيلًا، وليس امتيازًا يمنحه الملك". وأضاف: "بينما يندد الملك عبد الله بصوت عال بالحرب في غزة أمام المجتمع الدولي، فإنه لا يسمح للأردنيين بنفس الحق في التعبير عن آرائهم".
منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، شارك آلاف الأردنيين في الاحتجاجات العامة دعمًا لغزة. واعتقلت السلطات الأردنية ما لا يقل عن 1,000 شخص من هؤلاء المتظاهرين والمارة، بالإضافة إلى آخرين نشروا محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي ينتقد سياسات الأردن تجاه إسرائيل.
ومن بين المعتقلين تسعة طلاب على الأقل من الجامعة الأردنية، اعتقلتهم السلطات لفترات متفاوتة، ولم تطلق سراحهم إلا بعد توقيعهم على تعهدات بعدم المشاركة في المزيد من الاحتجاجات. وبالإضافة إلى ذلك، قامت جامعة العلوم الإسلامية العالمية (وايز) وجامعة العلوم التطبيقية، وكلاهما في عمّان، بطرد خمسة طلاب على الأقل منذ الحرب في غزة. وفي ديسمبر/كانون الأول، أصدرت جامعة آل البيت، الواقعة على بعد حوالي 60 كيلومترًا شمال شرق عمّان، تحذيرات رسمية لثلاثة طلاب، مشيرة إلى "السلوك السيئ" فيما يتعلق بمشاركتهم في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، وطالبت بوقفها. وفي فبراير/شباط ومارس/آذار، أجرت منظمة (DAWN) مقابلات مع أربعة طلاب مستهدفين، اثنان منهم تعرضا لإجراءات تأديبية من قبل جامعاتهم. كما أجرت مقابلة مع أحد أفراد أسرة طالب خامس تعرض لإجراءات مماثلة من قبل جامعته.
قال أحد طلاب الجامعة الأردنية لمنظمة (DAWN) في 29 فبراير/شباط 2024 أن قوات الأمن الأردنية اعتقلت واحتجزت لمدة خمسة أيام ما لا يقل عن ثمانية طلاب من الجامعة في 11 ديسمبر/كانون الأول 2023 لمشاركتهم في احتجاجات مؤيدة لفلسطين والدعوة إليها. ومن بينهم عبد العزيز شويكي وأسامة أبو ياغي وخالد سعيد ونور الطيطي وبهاء برغل ومحمد العواجنة وعمر برغل ومحمد نضال. وأطلقت السلطات سراح الطلاب بعد إجبارهم على التوقيع على تعهدات بعدم المشاركة في أي احتجاجات أخرى من أجل فلسطين، بحسب ما ذكره الطالب.
وفي 12 ديسمبر/كانون الأول 2023، قامت جامعة العلوم التطبيقية أيضًا بطرد أحمد حيدر وإيقاف طالب آخر هو عز الدين عرفة عن الدراسة لعام دراسي، بسبب نشاطهما المؤيد لفلسطين، بحسب ما ذكره حيدر. وقامت منظمة (DAWN) بمراجعة الرسائل الرسمية من الجامعة لكل طالب، بتاريخ 12 ديسمبر/كانون الأول 2023، والتي تشير إلى انتهاكات للنظام الداخلي للجامعة ولكنها لم تحدد الأنشطة المخالفة التي قام بها حيدر أو عرفة. وجاء قرار الجامعة بعد أيام من التقارير التي تفيد بأن جامعة آل البيت أرسلت تحذيرات رسمية للطلاب تحذرهم بشكل غامض من الانخراط في "سلوك سيئ" بعد مشاركتهم في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين.
وقال حيدر أيضًا إنه بدءًا من نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وجهت وحدة الجرائم الإلكترونية التابعة لمديرية الأمن العام اتهامات ضده وضد بعض زملائه الطلاب بسبب منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي التي تنتقد الحكومة الأردنية بسبب سياساتها تجاه فلسطين، أو تدعو إلى الاحتجاج ضد تسهيل الحكومة الأردنية لوصول المواد الغذائية المصدرة إلى إسرائيل. وبحسب ما قاله حيدر، اعتقلت السلطات أصدقاءه واحتجزتهم لمدة تتراوح بين 3 إلى 16 يومًا، ولم تطلق سراحهم إلا بعد توقيعهم على تعهدات بعدم انتقاد الحكومة علنًا أو المشاركة في المزيد من الاحتجاجات. وأفادت منظمة هيومن رايتس ووتش في 6 فبراير/شباط 2024 أن السلطات الأردنية استخدمت قانون الجرائم الإلكترونية ضد متظاهرين سلميين آخرين أيضًا.
بالإضافة إلى ذلك، فإنه وفقًا لمصدر طلب عدم نشر اسمه تمت مقابلته في 5 مارس/آذار 2024، قامت جامعة العلوم الإسلامية العالمية أيضًا بطرد ثلاثة طلاب، وهم أسامة الجهني وخليل النابلسية ومحمد حميدات، في 23 يناير/كانون الثاني 2024، بعد جلسة استماع من قبل مجلس تأديب الجامعة في 15 يناير/كانون الثاني 2024 دون حضور ممثلي الطلاب. واتهمت الجامعة الطلاب بالاعتداء على أفراد أمن الجامعة. ومع ذلك، يُظهر مقطع فيديو على الفيسبوك، استعرضته منظمة (DAWN)، رجالًا يبدو أنهم من أفراد الأمن يتدخلون لإنهاء تجمع صلاة لغزة ضم عشرات الطلاب في الحرم الجامعي.
ويوجد في الأردن 10 جامعات حكومية و17 جامعة خاصة، بالإضافة إلى جامعة العلوم الإسلامية العالمية شبه الحكومية، ويبلغ إجمالي عدد الطلاب بتلك الجامعات 236,000 طالب، 28,000 منهم غير أردنيين. يتعين على الجامعات بموجب المادة 14 من قانون الجامعات الأردنية رقم 18/2018 تخصيص مقعدين في مجلس الجامعة لممثلي الطلاب. علما بأن آخر انتخابات لمجلس الطلبة في أي جامعة أردنية سمح بإجرائها كانت في العام الدراسي 2018-2019. وفي عامي 2020 و2021، لم يتم إجراء أي انتخابات بسبب قيود جائحة كورونا. وفي عام 2022، كلفت الحكومة المجلس الأعلى للتعليم العالي بتعديل الأنظمة الداخلية لاتحادات ومجالس طلاب الجامعات، وهو ما لم تفعله حتى الآن. لكن منذ ذلك الحين، برر المجلس تعليق الانتخابات الطلابية على أساس ضرورة تعديل اللائحة الداخلية أولًا.
يمارس العاهل الأردني الملك عبد الله تأثيرًا كبيرًا على الجامعات الأردنية. بموجب المادة 9 من قانون الجامعات الأردنية (18/2018)، يعين الملك مجلس أمناء الجامعات الحكومية والخاصة، الأولى بناءً على ترشيح من الحكومة، والأخرى بناءً على ترشيح من لجنة ملاك الجامعة الخاصة. ولمجلس الأمناء بدوره أن يقيل رئيس الجامعة. وفي حالة جامعة العلوم الإسلامية العالمية شبه العامة، يرأس الجامعة ابن عم الملك الأمير غازي بن محمد.
وتحمي المواد 15 و16 و17 من الدستور الأردني، الذي تم اعتماده عام 1952، حريات التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع، لكن الحكومة تتقاعس عن احترام هذه الحقوق. ويسمح قانون التجمعات العامة، الذي تم تعديله في 2011، بالتجمع السلمي دون موافقة مسبقة من الحكومة، لكن وزارة الداخلية ومديرية المخابرات العامة تواصلان مطالبة منظمي التجمعات بالحصول على إذن. كما سنّت السلطات الأردنية قوانين تقيّد الحريات، مثل قانون الجرائم الإلكترونية وقانون منع الجرائم، والتي تمكّن المحافظين والشرطة من الاعتقال التعسفي ومعاقبة من يمارسون هذه الحقوق .
وتدعو منظمة (DAWN) السلطات الأردنية إلى وضع حد لحملة المضايقة والترهيب والاعتقالات ضد المتظاهرين السلميين. كما تدعو الجامعات الأردنية إلى إعادة الطلاب المفصولين والكف عن تهديد الطلاب بإجراءات تأديبية وطردهم بسبب تعبيرهم السلمي.