أروى مقداد هي مناصرة للسلام مع مؤسسة الإغاثة وإعادة الإعمار اليمنية.
English
مع اندلاع الحرب الأهلية في اليمن في عام 2014، ظهرت حاجة مفاجئة لمحللين ومراقبين لملء فجوة في التغطية الإعلامية الغربية. نمت هذه الحاجة بعد تدخل التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات عسكريًا في اليمن في عام 2015 ضد المتمردين الحوثيين الذين سيطروا على صنعاء وطردوا الحكومة اليمنية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة والمدعومة من الحكومات الخليجية. على الرغم من نقص المعرفة بتاريخ اليمن وثقافته وجغرافيته الدينية، قام العديد من "الخبراء" بانتقاء تحليلات عامة، إلى حد كبير من نظريات العلاقات الدولية، وتطبيقها على واحدة من أقدم الحضارات في العالم.
يتسم الصراع في اليمن بدرجة عالية ومتزايدة من الدقة والتعقيد، مع وجود تيار مستمر من التحالفات المتغيرة، وكلها متجذرة في تواريخ معقدة مختلفة. غالبًا ما تكون التحليلات العامة حول أطراف الصراع بأنهم مجرد خصوم أو أعداء، والمقارنات التخمينية بدول وسياقات أخرى في الشرق الأوسط لشرح الوضع الحالي في اليمن مضللة، في أحسن الأحوال. في زوايا معينة من التحليل الغربي، يتم تصوير الحرب في اليمن على أنها صراع طائفي بحت، بين الحوثيين الشيعة والسنة، وحرب بالوكالة بين إيران والسعودية—وهذه نظرة ضيقة بشكل خطير تتجاهل جوانب أخرى من الصراع والحقائق الملحة في اليمن، مثل سبب انهيار الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر ومتى ينتهي الحصار الخانق الذي تفرضه السعودية على اليمن.
بشكل عام، اليمن هو بلد يتطلب جهود كثيرة من الدراسة. فهو بلد له تاريخ معقد وتقاليد قبلية يصعب على اليمنيين أنفسهم فهمها، ناهيك عن الأجانب. خلال فترة عملي في واشنطن، تحدثتُ إلى مجموعة ممن يعملون كمحللين للشأن اليمني. لقد أدهشني أمران شائعان بين هؤلاء المحللين: المعرفة الابتدائية باللغة العربية والمقدار الضئيل من الوقت الذي أمضوه في اليمن، هذا إن وجد. في حين أنهم كانوا يتباهون بطبقهم اليمني المفضل، الذي غالبًا ما يتم نطقه بشكل خاطئ، مع صور لمدينة صنعاء القديمة معلقة على جدران مكاتبهم، فإن العديد من هؤلاء المحللين يقدمون تعميمات مفرطة في التبسيط حول اليمن وينتقدون الأطراف الفاعلة اليمنية بشكل لاذع، وخاصة الحوثيين.
غالبًا ما نُسأل كمحللين من الشرق الأوسط عن تحيزاتنا، كما لو أن نظراءنا البيض والغربيين ليسوا منحازين هم أنفسهم. لقد نصحني خبير بالشأن اليمني معروف بعدم ارتداء الزي اليمني التقليدي في الظهور العام، حتى "يتم التعامل معي بطريقة أكثر جدية". المعنى، بالطبع، هو عدم التأكيد على تراثك اليمني، لأن ذلك يقوض مصداقيتك. لكن أصلي اليمني يؤثر في تحليلي—وهذا يعزز عملي. لا يمكننا أن نتحدث عن نقص التنوع في هذا المجال بينما نعاقب المحللين من الشرق الأوسط على وجهات نظرهم المتنوعة ولأنهم لا يبدون "منفصلين" بشكل كافٍ عن منطقة التحليل، مثل زملائهم الغربيين.
تكشف هذه التحيزات الغربية والنقاط العمياء عن نفسها في التغطية باللغة الإنجليزية لليمن، حيث تؤكد باستمرار على الطائفية والسياق الجيوسياسي الإقليمي، بينما تتجاهل الديناميكيات المحلية والجذور التاريخية للصراع. لا تكشف الطائفية على وجه الخصوص إلا عن جزء بسيط جدًا من جذور الحرب الأهلية القائمة في اليمن. ما قبل الحرب، لا تكاد الطائفية قضية تُذكر في اليمن. لم تكن المساجد منقسمة حسب الطائفة، ولا عامة الناس. فكما كتب نبيل النويرة في مجلة "الديمقراطية في المنفى": "قبل هذه الحرب الحالية، لم يكن الكثير من اليمنيين العاديين يهتمون أبدًا بالطوائف الدينية المختلفة في مجتمعهم، بما في ذلك الطائفة التي ينتمون إليها. فقد ذكرتُ مازحًا لصديقٍ يمنيٍ مؤخرًا أني تفاجأت عندما علمتُ أنه ينتمي للزيدية. فأجاب قائلًا: "بصراحة، لقد تفاجأتُ بذلك أنا أيضًا".
ومع ذلك، مع استمرار الحرب، ظهرت الانقسامات الطائفية بسبب قوى خارجية، حيث تدعم السعودية والإمارات مجموعات يمنية معينة، وتدعم إيران بشكل متزايد الحوثيين. فقد أصبح النفوذ الإيراني في اليمن نبوءة تتحقق، من خلال تعميق الحوثيين لعلاقتهم مع إيران مع استمرار هذه الحرب.
من خلال عدم فهم هذه الأمور الدقيقة، ينحاز الخبراء والمراقبون الغربيون عن غير قصد إلى جانب في الصراع. لقد ألقت مؤسسات السياسة الخارجية في واشنطن باللوم بشدة على أي انهيار في المفاوضات—والآن انهيار الهدنة—على طرف واحد، وهو الحوثيون، حيث يبدو أنهم يعتبرونهم غير قادرين على الحوار، على الرغم من ارتكاب جميع أطراف الصراع جرائم حرب. وقاموا بانتهاكات للهدنة القصيرة التي استمرت لستة أشهر. الحصار الذي تقوده السعودية على اليمن—والذي هو جريمة حرب نشطة تسببت في أكبر أزمة إنسانية في العالم منذ فرض الحصار في عام 2015 جوًا وبرًا وبحرًا—يصبح أمرًا هامشيًا في التغطية الإعلامية اليوم التي تُلقي باللائمة في انتهاكات الهدنة بشكل حصري تقريبًا على الحوثيين بسبب حصارهم لمدينة تعز. هذا على الرغم من حقيقة أن السعودية لم تفِ بالتزاماتها في اتفاق الهدنة فيما يتعلق بعدد الرحلات المدنية المسموح بها من مطار صنعاء المحاصر منذ فترة طويلة وعدد سفن الوقود المسموح بدخولها إلى ميناء الحديدة المحاصر كذلك.
مثل هذه الآراء السائدة من الخبراء الغربيين لها تأثير في تطبيع الحصار نفسه، متجاهلة القسوة والعبثية بأن اليمن، وهي دولة ذات سيادة، يجب أن تسعى للحصول على إذن من دولة أجنبية، السعودية، فقط حتى يتمكن سكانها من الوصول إلى الأمور الأساسية من الغذاء والوقود والأدوية! كما أنها تصرف الانتباه عن حقيقة أن الحصار جريمة حرب ويجب رفعه على الفور. تساوم الأطراف المتحاربة في اليمن، في مفاوضاتهم البطيئة المؤلمة، على دخول عدد صغير من سفن الوقود وعدد محدود من الرحلات الجوية. إنّ حرية التنقل والقدرة على مغادرة البلاد للحصول على الرعاية الطبية الهامة والهروب من العقاب الجماعي التي يجب أن تكون حقوقًا أصيلة لنا كيمنيين أصبح يُنظر إليها بدلًا من ذلك على أنها أوراق مساومة للدول التي شنت حربًا على اليمن والقوى الأجنبية، مثل الولايات المتحدة والدول التي دعمتهم.
ومما يزيد العبثية أن الدعوة إلى ضبط النفس والسلام غالبًا ما تؤدي إلى اتهامات بكونك حوثيًا. كلما تحدثتُ ضد الحرب والحصار، يجب أن أبدأ ما أكتب بإخلاء المسؤولية بأنني لست حوثية، خوفًا على مسيرتي المهنية كمحللة في شؤون الشرق الأوسط. إنّ دعوتي إلى الدبلوماسية وضبط النفس لا تجعلني حوثية، والقول بغير ذلك يعتبر أمرًا فظيعًا ويلعب على أنغام الإسلاموفوبيا. لسوء الحظ، فإن مثل هذه الاتهامات التي لا أساس لها شائعة جدًا في الخطاب اليمني. لا ينبغي أن تبدو الدعوة إلى السلام والحوار أمرًا متشددًا، بل يجب أن تكون هي الوضع السائد.
يبدو أن الكثير من التحليلات و "الخبرة" الغربية بشأن اليمن تنسى جوهر القضية المطروحة: اليمن نفسه. القضية الجوهرية ليست الحرب بالوكالة بين الرياض وطهران، ولا التخوف من كون الحوثيين امتدادًا لحزب الله، ولكن حقيقة ما يحدث على الأرض في اليمن ولماذا. مع استمرار الحرب، يصبح الحوثيون أكثر انعزالية، وتكتسب العناصر الأكثر محافظة داخل هذه الجماعة السلطة. سيساعد إنهاء الحرب في اليمن في مواجهة تشدد الحوثيين المتزايد—وليس استمرار الحصار الذي تقوده السعودية والذي يعاقب اليمنيين العاديين وينتهك القانون الدولي.
لسوء الحظ، انهارت الهدنة الهشة بالفعل، ويوجه الخبراء المقيمون في واشنطن أصابع الاتهام مرة أخرى. لكن الطبيعة الحساسة للهدنة تدل على الحقيقة الأساسية المتمثلة في أن وقف إطلاق النار الدائم لا يمكن تحقيقه دون رفع الحصار. الإبقاء على الحصار على مدى السنوات السبع الماضية كورقة ضغط لم يفد التحالف السعودي الإماراتي، ولكنه عاقب اليمنيين. يمكن أن يؤدي فصل قضية الحصار عن المفاوضات بدلًا من ذلك إلى حوار أكثر إنتاجية بين الأطراف المتحاربة بطريقة لا يتم فيها احتجاز دولة بأكملها كرهينة.
يواصل العديد من المحللين الغربيين التغاضي عن العواقب الإنسانية والأمنية للحصار على حساب أرواح اليمنيين، سواء عن طريق نشر المخاوف بشأن النفوذ الإيراني المبالغ فيه في اليمن أو الرواية السائدة من الرياض بأن الحوثيين هم الفاعل الوحيد في الصراع ويجب مواجهتهم عسكريًا بأي ثمن—وهي وجهة نظر رسّختها جماعات الضغط السعودية والخليجية الأخرى بشكل فعال في واشنطن.
على مدى العقود الثلاثة الماضية من السياسة الخارجية الأمريكية الكارثية في منطقة الشرق الأوسط، شهدنا—خصوصًا نحن الذين لدينا روابط عائلية بالمنطقة—العواقب الإنسانية والأمنية الوخيمة لعزل الدول من خلال العقوبات والقوائم السوداء. ومع ذلك، يستمر صقور الحرب في الدوران في نفس النقطة. الدبلوماسية المستمرة والجهود المتضافرة نحو السلام هما الحلان الوحيدان اللذان سيخففان من التطرف بين الفصائل المتحاربة في البلاد ويمهدان الطريق لظهور دولة عادلة لجميع اليمنيين.