ساعد المستشار الملكي السابق سعود القحطاني في قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وحاول قتل منفيين سعوديين آخرين في الخارج، وعذّب ناشطات في مجال حقوق المرأة في سجن سعودي سري.
كما انخرط القحطاني في عمليات مراقبة وقرصنة استهدفت صحفيين سعوديين ونشطاء في مجال حقوق الإنسان. وقام بتوجيه أوامر لكتّاب سعوديين ومستخدمين في وسائل التواصل الاجتماعي لكتابة رسائل معينة، ويقبع اثنان على الأقل رفضا الانصياع لإملاءاته في السجن حاليًا. حتى قبيل جريمة قتل خاشقجي، كان القحطاني مستشارًا مقربًا من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث قال مرّة بأنه يتصرف بأوامر من محمد بن سلمان.
قال عبد الله العودة، مدير منطقة الخليج في منظمة (DAWN): "كان القحطاني منفذًا مخلصًا لأوامر محمد بن سلمان المتعلقة باستخدام العنف، محليًا ودوليًا". وأضاف: "إذا أردت أن تفهم من هو محمد بن سلمان، انظر إلى آثار القتل والتعذيب والقمع التي خلّفها القحطاني وراءه".
كان سعود القحطاني مستشارًا مقربًا لمحمد بن سلمان، ووفقًا لمكتب المخابرات الأمريكية القومية، كان أحد المسؤولين السعوديين المسؤولين عن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. خلص تقرير استخباراتي أمريكي إلى أن كلًا من محمد بن سلمان والقحطاني خطّطا لعملية القتل، وفرضت 29 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة، وجميع الدول الـ 26 في منطقة شنغن الأوروبية، حظر سفر على القحطاني بسبب دوره في جريمة القتل.
كما فرضت المملكة المتحدة والولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على القحطاني. ووجّه المدّعون الأتراك اتهامات له لدوره في جريمة القتل ويحاكمونه حاليًا هو وغيره من المسؤولين الحكوميين السعوديين المتورطين في الجريمة. وخلصت أجهزة المخابرات الأمريكية إلى أنه من غير المرجح أن يتصرف القحطاني دون معرفة وموافقة محمد بن سلمان. وكان قد كتب القحطاني على تويتر "أنا موظف ومنفذ أمين لأوامر سيدي الملك وسمو سيدي ولي العهد الأمين".
كان تورط القحطاني في جريمة قتل خاشقجي متسقًا مع النمط الذي اتبعه، باستخدام الترهيب والتهديد والمراقبة والقرصنة للترويج لحملات إعلامية نيابة عن ولي العهد السعودي، وفقًا لتقارير منشورة وروايات متعددة لأكاديميين ونشطاء سعوديين تحدثوا لباحثي منظمة (DAWN).
خلال الفترة 2017-2018، قبل مقتل خاشقجي، تواصل القحطاني مع العديد من السعوديين الذين لهم عدد كبير من المتابعين على تويتر وطلب منهم التغريد لدعم الحكومة. وهدّد مسؤولون يعملون لدى القحطاني بالقبض على من لم يمتثل لإملاءاته. وقد تم القبض على أولئك الذين لم يمتثلوا لتلك الأوامر، وفي حالة خاشقجي كان القتل هو النتيجة.
كما أشرف القحطاني على تعذيب الناشطة الحقوقية البارزة لجين الهذلول، التي اعتقلها مسؤولون سعوديون لدفاعها عن حقوق المرأة. خلال إخفاء الهذلول القسري في سجن سري عام 2018، قام عناصر الأمن، ومنهم القحطاني بتعريضها للتعذيب النفسي والجسدي.
وقاموا بصعقها بالكهرباء وجلدها والاعتداء عليها جنسيًا وتم حرمانها من النوم، بحسب ما أفادت أسرتها. كما أشرف القحطاني على عمليات تعذيب في عدة مناسبات. وبحسب ما ذكره أفراد عائلتها، فإنه خلال إحدى الجلسات قال لها القحطاني: "سأقتلك وسأقطعك إربًا إربًا وسأرميك في المجاري. لكن قبل ذلك، سأغتصبك".
قال العودة: "يجب أن يمثل القحطاني ورئيسه— ولي العهد—أمام العدالة على جرائمهم ضد النشطاء السعوديين السلميين".
ولد القحطاني عام 1978 وتخرج في جامعة الملك سعود بدرجة البكالوريوس في القانون. تدرّب في القوات الجوية السعودية وأصبح رقيبًا. عمل لاحقًا في الديوان الملكي السعودي من 2012-2019 في مجال الاستشارات الإعلامية.
انظر قضية لجين الهذلول.
طلبت منظمة (DAWN) في 24 سبتمبر/أيلول 2020 ردًا من القحطاني عن طريق مراسلة السلطات السعودية، لكن لم يتم تلقي أي رد حتى وقت النشر.
شاهد فيديو عن سعود القحطاني هنا:
***
غرّد للهيئة الوطنية للأمن السيبراني هنا وللسفارة السعودية في العاصمة واشنطن هنا. اطلب منهم الكف عن مضايقة المعارضين والنشطاء السلميين.
حول معرض الجناة الخاص بمنظمة (DAWN)
لا يمكن لطاغية أن يفرض طغيانه على بلدٍ كاملٍ بمفرده فهو بحاجة إلى من يساعده في تنفيذ ممارساته القمعية حتى ولو تسبب هذا في الإضرار بمصالح مواطنيه. هؤلاء الموظفون كثيرًا ما يعملون في الظل حيث يقومون بإخفاء تواطؤهم تحت غطاء مهنيين يؤدون واجباتهم في المكاتب وقاعات المحاكم ومراكز الشرطة وغرف الاستجواب.
تسعى منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي "DAWN" إلى الكشف عن هوية موظفي الدولة الذين يساعدون في تكريس القمع، وجعل مسألة التعرف عليهم سهلة في الداخل والخارج. يتحمل الأفراد الذين تسميهم المنظمة "الجناة" المسؤولية الإدارية، المدنية، الأخلاقية و/أو السياسية عن انتهاكات حقوق الإنسان والقوانين الإنسانية الدولية.