جون هوفمان هو مدير الأبحاث في منظمة (DAWN).
ملاحظة المحرر: هذا المقال مقتبس من ورقة بحثية تم تقديمها في ندوة عبر الإنترنت عُقدت مؤخرًا لمناقشة تواطؤ الحكام المستبدين في منطقة الشرق الأوسط مع قمع الصين لمجتمعاتها المسلمة. شارك في استضافة الندوة منظمة (DAWN) ومشروع حقوق الإنسان لمجتمع الأويغور.
في أوائل يناير/كانون الثاني، سافر وفد من 30 عالمًا إسلاميًا من 14 دولة ذات أغلبية مسلمة—بما في ذلك من المملكة العربية السعودية ومصر والبحرين والإمارات العربية المتحدة وتونس—إلى مقاطعة شينجيانغ الصينية، في رحلة نظمها مجلس المجتمعات الإسلامية العالمية، وهو كيان تأسس في دولة الإمارات العربية المتحدة. وأشاد رئيس المجلس الأكاديمي الإماراتي علي راشد النعيمي "بجهود السلطات الصينية في مكافحة الإرهاب في شينجيانغ، وأشاد باهتمام وعزم القيادة الصينية على خدمة كل شعوب المنطقة"، بحسب موجز الزيارة الصادر عن المجلس.
ربما تم كتابة نقاط الحديث في بكين، لأنها تحاكي بشكل مباشر خطاب الحكومة الصينية حول احتجازها الجماعي للأقليات المسلمة في شينجيانغ، وكثير منهم من الأويغور. احتجزت الصين أكثر من مليون مسلم في شينجيانغ في السنوات الأخيرة، واحتجزتهم في معسكرات اعتقال حيث يواجهون التعذيب ويتم إجبارهم على ترك الإسلام والتعهد بالولاء للحزب الشيوعي الصيني. كما تبنت الصين إجراءات صارمة لخفض معدلات المواليد بين الأويغور والأقليات المسلمة الأخرى في الصين عن طريق اللولب القسري والإجهاض والتعقيم. هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان، التي يتم إدانتها على أنها جرائم ضد الإنسانية، تم ارتكابها خلف ستار "محاربة الإرهاب"، حيث وصف الحزب الشيوعي المسلمين في الصين بأنهم "مصابون بمرض أيديولوجي"، وأعلن أنه "إذا لم نستأصل التطرف الديني من جذوره، فإن عمليات الإرهاب العنيفة ستنمو وتنتشر في كل مكان مثل ورم خبيث لا يمكن علاجه".
لم يكن مفاجئًا، إذن، أن نشطاء الأويغور وصفوا زيارة يناير/كانون الثاني إلى شينجيانغ من قبل علماء مسلمين بأنها "دعاية".
برزت العديد من الحكومات الاستبدادية في المنطقة، إلى جانب علماء دين ومؤسسات طواعية، كشركاء رئيسيين في جهود بكين لـ "إضفاء الطابع الصيني" على الإسلام داخل الصين.
- جون هوفمان
مثل هذه الزيارات وإعلانات الدعم لقمع الصين للأقليات المسلمة أصبحت شائعة جدًا في البلدان ذات الأغلبية المسلمة، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك تلك التي تدّعي أنها مدافعة عن الإسلام. برزت العديد من الحكومات الاستبدادية في المنطقة، إلى جانب علماء دين ومؤسسات طواعية، كشركاء رئيسيين في جهود بكين لـ "إضفاء الطابع الصيني" على الإسلام داخل الصين—أي استيعاب الأقليات المسلمة قسرًا في ثقافة الهان المهيمنة في الصين، وفقًا لإملاءات الحزب الشيوعي. اتخذ هذا الدعم لسياسة الحكومة الصينية المتمثلة في محو الهويات العرقية والثقافية المتميزة المرتبطة بالإسلام في الصين أشكالًا عديدة تتجاوز التصريحات الودية مثل تلك الصادرة عن وفد العلماء المسلمين في شينجيانغ. تشارك حكومات منطقة الشرق الأوسط أيضًا في مبادرات ثنائية مختلفة مع بكين، مثل التعاون بين السعودية والصين فيما يتعلق بالمسلمين الذين يسافرون إلى مكة والمدينة لأداء فريضة الحج. ففي بعض الحالات، تنسق هذه الحكومات بشكل مباشر مع السلطات الصينية لاعتقال واحتجاز وترحيل الأويغور وغيرهم من الأقليات المسلمة الذين تمكنوا من الفرار من الصين.
ومع وجود الكثير من الاهتمام الدولي بتوسّع النفوذ الدبلوماسي والاقتصادي وحتى العسكري للصين في الشرق الأوسط، في ظل عصر جديد من التعددية القطبية، فإن الزيادة الهائلة في التعاون على المستوى الديني بين المستبدين الإقليميين والصين لم تعد تحظى بذلك الاهتمام. وبصرف النظر عن دعم العلاقات بين هذه الأنظمة وبكين، فإن هذا التعاون على المستوى الديني المتزايد يعزز مصالح دول مثل السعودية ومصر والإمارات وغيرها، والتي سعت بشكل متزايد إلى احتكار ممارسة وتفسير الإسلام، لا سيما بعد الانتفاضات العربية.
إنّ العلاقات المتنامية مع الصين لا يجب أن تعتمد فقط على المصالح الاقتصادية والجيوسياسية، بل يجب أن تأخذ أيضًا بعين الاعتبار السياق الديني السياسي الأوسع الذي ظهر في الشرق الأوسط منذ الانتفاضات العربية. على مدى العقد الماضي، سعت الأنظمة الاستبدادية المعادية للثورات في المنطقة إلى الهيمنة على الخطاب الديني، من خلال بناء وتعزيز تفسير للإسلام تسيطر عليه الدولة، يهدف إلى تشويه سمعة أولئك الذين يعارضون سلطتها أو الوضع القائم الأوسع. يعتبر ذلك جزء من محاولة لمنع موجة أخرى من الحشد الجماهيري مثل انتفاضات 2011 التي مثلت تهديدًا وجوديًا لهذه الأنظمة.
حتى مع سيطرة الجماعات الإسلامية المتطرفة في بعض المناطق عقب اندلاع الحروب الأهلية وتفكك الدولة اللاحق في سوريا وليبيا، كانت أنظمة الخليج مثل السعودية والإمارات أكثر قلقًا من وصول الإسلاميين الشعبيين، ولا سيما جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر بعد عهد مبارك. هدد الإسلام السياسي شرعيتهم، خاصة بالنسبة للسعودية، التي تزعم حكومتها أنها الوصي على الإسلام وحاميته. شجب الإسلاميون من التيارات السائدة مثل جماعة الإخوان المسلمين هذه الأنظمة لانتهاكاتها وفسادها— في منع قيام الديمقراطية، وحرمان شعوبها من حقوق الإنسان الأساسية، وبناء أنظمة اقتصادية مبنية على عدم المساواة الممنهجة والمحسوبية—وغالبًا ما صاغوا الانتقادات في إطار خطابهم الإسلامي. أدى صعودهم إلى نشوب معركة محتدمة على السلطة الدينية ومعها الشرعية السياسية في جميع أنحاء المنطقة.
في مواجهة مثل هذه التهديدات لسلطتهم، سعت السعودية والإمارات والأنظمة الاستبدادية الأخرى—بما في ذلك مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد انقلابه الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي—إلى استخدام المؤسسات الإسلامية المحلية لبناء حجج دينية تؤكد السلطة المطلقة للدولة. تهدف هذه الحملة إلى تشويه سمعة الانتفاضات العربية، وجميع الأشكال البديلة للإسلام السياسي، والمعارضة السياسية بشكل عام. وكما يقول عالم الاجتماع محمد عماشة، فإن هذه الجهود تركز على "نزع الشرعية عن النشاط السياسي وتعزيز طاعة الحكام والدعوة إلى الشرعية الإسلامية للدولة الحديثة وإعطاء الأولوية للسلام على العدالة".
تتداخل مثل هذه الجهود المتعلقة بفرض الدين الذي تسيطر عليه الدولة مع حملة الصين القمعية لـ "إضفاء الطابع الصيني" على الإسلام داخل الصين. في هذا السياق ظهر هؤلاء المستبدون في منطقة الشرق الأوسط كحلفاء لبكين في مشروعهم المشترك لإخضاع الدين للسلطة الصارمة للدولة. بالنسبة للصين، هذا يعني جعل الدين خاضعًا للحزب الشيوعي، إلى جانب الهويات العرقية والثقافية المتميزة لمجموعات الأقليات المسلمة في الصين. تنظر الحكومة الصينية إلى "إسلام" الأقلية المسلمة في البلاد على أنه تهديد أمني لتماسكها الداخلي وبالتالي يجب احتواؤه. تخشى السلطات الصينية أيضًا من تصدير الإسلام السياسي من منطقة الشرق الأوسط وروابط التضامن العابرة للحدود بين مسلمي الأويغور في شينجيانغ والمجتمعات الإسلامية الأخرى خارج الصين.
عملت بكين جاهدة لإبقاء البلدان ذات الأغلبية المسلمة، خاصة تلك الموجودة في الشرق الأوسط، صامتة بشأن انتهاكاتها المستمرة في شينجيانغ. كان المستبدون الإقليميون، الذين يعتمدون بشكل كبير على التجارة والاستثمار وأسواق النفط الصينية، سعداء بالاستمرار في ذلك—ليس فقط من خلال الصمت، بل من خلال المدح العلني والتعاون مع قمع الصين للأويغور والأقليات المسلمة الأخرى.
ومع استمرار الصين في توسيع علاقاتها في منطقة الشرق الأوسط، وفي الوقت نفسه تكثيف قمعها للأويغور والأقليات المسلمة الأخرى داخل الصين، سيظل المستبدون الإقليميون متواطئين.
- جون هوفمان
لقد بذلت السعودية والإمارات ومصر، على وجه الخصوص، جهودًا كبيرة لإعادة إنتاج الروايات الصادرة عن بكين. ففي عام 2019، وقّعت 37 دولة، بما في ذلك تلك الدول، رسالة إلى رئيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تشيد بـ "مساهمة الصين في قضية حقوق الإنسان الدولية" وتدّعي أن الصين أعادت "السلام والأمن" بعد مواجهة "الإرهاب ودعاة الانفصال والتطرف في شينجيانغ". وفي وقت لاحق، في أكتوبر/تشرين الأول 2022، صوّت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ضد اقتراح بقيادة الغرب لإجراء مناقشة حول انتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث في شينجيانغ، بعد أن رفضت دول مثل قطر وإندونيسيا والسودان وباكستان والإمارات الاقتراح.
غالبًا ما أعرب القادة السياسيون في هذه البلدان بشكل مباشر عن دعمهم لسياسات بكين القمعية. فعندما زار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الصين في عام 2019، برّر احتجاز بكين الجماعي للأويغور، مشيرًا إلى أن "الصين لها الحق في اتخاذ تدابير لمكافحة الإرهاب والتطرف لحماية أمنها القومي". ورحبت الصين بهذه التصريحات بالطبع. وفي العام الماضي، أشاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين بدعم وزراء مجلس التعاون الخليجي "لمواقف الصين المشروعة بشأن القضايا المتعلقة بتايوان وشينجيانغ وحقوق الإنسان".
كما ساعدت السعودية والإمارات ومصر بشكل مباشر في قمع الصين للأويغور، من خلال اعتقال وترحيل الأويغور إلى الصين بناءً على طلب بكين. يعمل ضباط المخابرات والأمن الصينيون بانتظام مع نظرائهم الإقليميين على الأرض في هذه الدول العربية. تستضيف الإمارات في الواقع مرفق احتجاز سري تديره الصين في دبي يُستخدم لاستهداف واحتجاز وترحيل الأويغور. هذه المواقع السوداء داخل الإمارات تديرها السلطات الصينية، وفقًا لشهادات عديدة من الأويغور المنفيين الذين قالوا أنهم تعرضوا للاحتجاز والاستجواب في هذه المنشآت.
وبالتالي، فإن زيادة التعاون مع قمع الصين للأويغور من قبل المستبدين في منطقة الشرق الأوسط ليس فقط وسيلة لتقوية علاقاتهم الشاملة مع بكين، ولكن أيضًا لتعزيز جهودهم الخاصة لاستخدام الدين كأداة للقوة الناعمة والترويج لنسخة سياسية للإسلام صامتة وموالية للدولة بحيث لا يمكن أن تهدد سلطتهم أو شرعيتهم. ومع استمرار الصين في توسيع علاقاتها في منطقة الشرق الأوسط، وفي الوقت نفسه تكثيف قمعها للأويغور والأقليات المسلمة الأخرى داخل الصين، سيظل المستبدون الإقليميون متواطئين.