حسام الحملاوي مصور صحفي وعضو في تيار الاشتراكيين الثوريين المصريين.
English
بالإضافة إلى مئات الآلاف من اللاجئين السوريين في ألمانيا، الذين استقر عشرات الآلاف منهم في برلين، أصبحت العاصمة الألمانية ملجأ للمنفيين السياسيين وطالبي اللجوء من جميع أنحاء العالم العربي، بعد حملات الأنظمة الاستبدادية على الثورات الشعبية التي اجتاحت المنطقة في عام 2011. عندما قامت الأنظمة المعادية للثورات بتعزيز سلطتها—غالبًا بدعم غربي، خاصة في مصر في ظل حكم عبد الفتاح السيسي—أطلقت العنان لموجة من الإرهاب الذي ترعاه الدولة، واستهدفت المعارضة بجميع أنواعها. وبالإضافة إلى السياسات الاقتصادية التي دمرت سبل عيش معظم الناس، دفعت حملة السيسي القمعية العديد من النشطاء والصحفيين والمثقفين وغيرهم ممن انضموا للثورة المصرية إلى البحث عن حياة أفضل في أماكن أخرى.
من الصعب تقدير العدد الدقيق لهذا الشتات المصري الجديد في ألمانيا. وأنا أحدهم. في الأسابيع الأخيرة، التقيتُ ببعض زملائي المصريين الذين وجدوا موطنًا جديدًا في برلين.
جميع الصور تصوير حسام الحملاوي
أحمد سعيد
وُلد أحمد سعيد، البالغ من العمر 39 عامًا، في مدينة المنصورة بدلتا النيل، ودرس الطب وعمل كجراح لسنوات في مصر. أصبح ناشطًا سياسيًا في حركة التضامن مع فلسطين وفي الاحتجاجات ضد حرب العراق، وكذلك في حركة كفاية المؤيدة للديمقراطية التي نظمت المظاهرات الأولى ضد حكم الرئيس حسني مبارك الاستبدادي.
غادر سعيد مصر للعمل كطبيب جراح في الرياض بالمملكة العربية السعودية، لكنه عاد إلى بلاده للانضمام إلى الاحتجاجات في ميدان التحرير مع اندلاع الثورة الشعبية المصرية في 25 يناير 2011. بعد استقالة حسني مبارك، تطوع سعيد في مستشفيات مؤقتة أقامها الثوار لمعالجة الجرحى خلال سلسلة انتفاضات الشوارع اللاحقة ضد المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم طوال عام 2011.
وصل سعيد لأول مرة إلى ألمانيا في عام 2013 للعمل كطبيب جراح في فرانكفورت. وكانت الشرطة المصرية قد اعتقلته في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، بعد أن نظم وقفة احتجاجية في القاهرة بمناسبة ذكرى معركة شارع محمد محمود بوسط القاهرة، خلال زيارة قصيرة إلى منزله.
تعرض سعيد للتعذيب واقتيد إلى سجن العقرب سيئ السمعة، حيث أمضى سنة ولم يُطلق سراحه إلا بعد حملة تضامن دولية مع قضيته. وهو يواصل حاليًا نشاطه السياسي في برلين، في كل من دوائر اليسار الألماني والمصريين في المنفى.
صفوان محمد
كان صفوان محمد، البالغ من العمر 38 عامًا، والمولود في الإسكندرية، شخصية محورية في مشهد الناشطين الشباب بالمدينة الساحلية قبل ثورة 2011. كان محمد جزءًا من فرع حركة كفاية في الإسكندرية، وكان أيضًا واحدًا من العديد من النشطاء الذين تم اعتقالهم أثناء حملة نظام مبارك ضد المعارضين الذين حاولوا التعبئة للإضراب العام في 6 أبريل/نيسان 2008. وقد أمضى شهرًا تقريبًا في سجن برج العرب بالإسكندرية.
وفي العام التالي، انضم إلى نشطاء آخرين في تأسيس الجمعية الوطنية للتغيير، برئاسة محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الحائز على جائزة نوبل، في محاولة لتوسيع الطيف السياسي في مصر والدفع ببديل لمبارك في الانتخابات الرئاسية.
ومع عملية القتل الوحشي لخالد سعيد، الشاب الإسكندري، على يد الشرطة في صيف 2010، ساعد محمد في تنظيم احتجاجات ضد تعذيب الشرطة، والتي يُحسب لها إشعال انتفاضة 2011 بعد بضعة أشهر. وبعد المساعدة في تنظيم الاحتجاجات الجماهيرية ضد مبارك في القاهرة والإسكندرية ومدن أخرى التي أشعلت الثورة، ترشح لاحقًا لمقعد برلماني في أول انتخابات بعد عهد مبارك في نوفمبر/تشرين الثاني 2011.
بعد انقلاب يوليو/تموز 2013 الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي، واجه محمد تهديدات متكررة من نظام السيسي الجديد واعتُقل لفترة وجيزة مرة واحدة على الأقل. ثم لفَّق نظام السيسي تهمًا إرهابية ضد محمد في عام 2016، والمثير للسخرية أنه تم اتهام هذا الناشط الليبرالي العلماني بالانتماء إلى جماعة جهادية سلفية مسلحة. كان سحق المعارضة باسم محاربة الإرهاب حجر الزاوية في حرب السيسي القذرة.
غادر محمد مصر في ديسمبر/كانون الأول 2016، طالبًا اللجوء في ألمانيا. ويعيش حاليًا في برلين، حيث يواصل نشاطه السياسي في مجتمع المصريين وغيرهم من المنفيين العرب.
علي الرجال
علي الرجال، البالغ من العمر 37 عامًا، من مواليد الإسكندرية وهو ناشط سياسي ومفكر تتم قراءة أعماله الأكاديمية على نطاق واسع في أوساط المنشقين. بعد دراسة الهندسة في مسقط رأسه، قرر مغادرة مصر لمواصلة دراساته العليا في علم الاجتماع السياسي في النمسا.
قبل الثورة المصرية، كان ناشطًا في حركة كفاية وفي مختلف الحملات السياسية اليسارية بالإسكندرية، وأبرزها ضد التعذيب على أيدي الشرطة. شارك في انتفاضة 2011 ضد مبارك وفي التحركات الشعبية التي تلتها ضد الجيش المصري. كما أدار الحملة الانتخابية البرلمانية لصديقه المقرب صفوان محمد.
يعرّف الرجال نفسه بأنه ماركسي منذ عام 2013. وقد أثبت نفسه بالفعل كواحد من الباحثين السياسيين الرائدين في مصر، حيث لديه أعمال بحثية مكثفة حول السلطتين التنفيذية والقضائية للدولة المصرية، وبالتحديد الشرطة والمدعين العامين والقضاء.
الرجال ليس غريبًا على برلين. فقد زار العاصمة الألمانية بانتظام لسنوات، لكنه قرر مؤخرًا الإقامة في المدينة من أجل متابعة أبحاثه الأكاديمية في بيئة أكثر أمانًا.
عمرو مجدي
ولد عمرو مجدي في القصيم بالمملكة العربية السعودية، 37 عامًا، وكان ناشطًا في سياسة الحرم الجامعي كطالب طب في مصر. تخرج قبل ثورة 2011 بفترة وجيزة، وحصل على درجة البكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة القاهرة، حيث عمل كطبيب مقيم لمدة عام تقريبًا.
أثناء دراسته في جامعة القاهرة، بدأ أيضًا العمل كصحفي مستقل لعدد من وسائل الإعلام المصرية والدولية. ومع اندلاع الثورة، قرر متابعة شغفه وترك مسيرته الطبية وانضم إلى الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في القاهرة كمدير أبحاث لها في عام 2012. وبحلول نهاية ذلك العام، غادر مصر إلى السويد لمواصلة تعليمه العالي في دراسات الشرق الأوسط في جامعة لوند.
أمضى مجدي العامين التاليين متنقلًا ذهابًا وإيابًا بين مصر والسويد، ما ساعد في توثيق بعض الانتهاكات المروعة التي قام بها الحكم العسكري في أعقاب انقلاب يوليو/تموز 2013. بعد مرور عام على الانقلاب، شعر أن النشطاء المستقلين أصبحوا في غير مأمن في مصر، مع اتساع نطاق حملة السيسي لتشمل جميع أشكال المعارضة والصحافة والأبحاث المستقلة.
يقيم مجدي الآن في برلين، حيث يعمل كباحث أول في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش.
عمرو عبد الوهاب
كان عمرو عبد الوهاب، المولود في القاهرة، والبالغ من العمر 31 عامًا، نشطًا في دوائر التضامن مع فلسطين وحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات ضد إسرائيل، قبل ثورة 2011. وكونه مشجع متحمس لكرة القدم، كان أيضًا من بين الجيل الأول من الألتراس أهلاوي، وهم المشجعون المتعصبون للنادي الأهلي في القاهرة الذين كانوا نشطين في سياسة الشارع أثناء الثورة.
عندما اندلعت الانتفاضة، انضم عبد الوهاب، الذي كان يدرس الهندسة في الجامعة الألمانية في القاهرة، إلى الاحتجاجات مع زملائه الطلاب. كان الحرم الجامعي ساحةً للنشاط والحماسة الثورية.
استمر الطلاب في الجامعة الألمانية بالقاهرة في كونهم في طليعة النشاط الطلابي في مصر، حيث قدّموا العديد من المتظاهرين الذين خرجوا إلى شوارع ميدان التحرير للتظاهر ضد الحكم العسكري في ظل المجلس العسكري. وفي الحرم الجامعي، تظاهر الطلاب أيضًا ضد إدارة الجامعة القمعية، التي كانت على صلة بالحزب الوطني الديمقراطي التابع لمبارك.
لعب عبد الوهاب دورًا رائدًا في هذا المشهد من النشاط الطلابي، وانتُخب رئيسًا لاتحاد طلاب الجامعة الألمانية في القاهرة في أواخر عام 2011، ليصبح أول يساري يتولى رئاسة اتحاد طلابي في مصر منذ أواخر السبعينيات. وبعد انقلاب السيسي ومذبحة الاعتصام في ميدان رابعة العدوية، غادر عبد الوهاب مصر في سبتمبر/أيلول 2013 للعمل في المجر. عقب عودته إلى القاهرة بعد عام، تم اعتقاله عدة مرات من قبل قطاع الأمن الوطني، حتى قرر مغادرة البلاد نهائيًا بحلول نهاية عام 2015. عمل لبضع سنوات أخرى في المجر، قبل أن يستقر في برلين بحلول سبتمبر/أيلول 2017، حيث لا يزال يقيم هناك ويعمل كمهندس برمجيات ويقوم بحملات بلا كلل ولا ملل للإفراج عن المعتقلين السياسيين في سجون السيسي.
أرشيف صور حسام الحملاوي متوفر بالكامل على فليكر بموجب ترخيص المشاع الإبداعي، والذي يسمح باستخدامه التجاري وغير التجاري مجانًا. إذا كنت ترغب في دعم عمله، يمكنك التبرع على موقع باي بال الخاص به.