فعاليات إحياء ذكرى وتكريم حول العالم للصحفي السعودي المغدور
29 سبتمبر/أيلول 2023 (واشنطن العاصمة): قالت منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي (DAWN)، وهي منظمة السياسات التي أسسها خاشقجي، أنه في الذكرى الخامسة لمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ينبغي للمجتمع المدني والحكومات في جميع أنحاء العالم الالتزام بالسعي إلى المساءلة عن جريمة القتل ووضع حد للقمع المستمر خارج الحدود الإقليمية.
سيؤدي الفشل في مساءلة محمد بن سلمان وغيره من العملاء السعوديين المتورطين في جريمة القتل إلى زيادة الإفلات من العقاب ووقوع هجمات مشابهة على حساب الناس في جميع أنحاء العالم.
وقالت سارة لي ويتسن، المديرة التنفيذية لمنظمة (DAWN): "بعد مرور خمس سنوات على هذه الجريمة البشعة، ما زلنا نطالب بالعدالة والمساءلة من الحكومة السعودية ونحيي الجهود العالمية لإحياء ذكرى خاشقجي وإرثه". وأضافت: "إذا أنفقت الحكومة السعودية جزءًا صغيرًا من المليارات التي تنفقها لتبييض سجلها الكارثي في مجال حقوق الإنسان على إصلاحات ومساءلة حقيقية، فإن الجميع—من المواطنين السعوديين إلى الناس في جميع أنحاء العالم—سيكونون في وضع أفضل".
وفي حين استجابت الحكومات في جميع أنحاء العالم في البداية لجريمة قتل خاشقجي بفرض عقوبات على الحكومة السعودية والعديد من الجناة الأفراد المتورطين في جريمة القتل، إلا أن تلك الحكومات عادت إلى حد كبير إلى العلاقة الاعتيادية مع السعودية. وقامت إدارة بايدن بتوسيع مبيعات الأسلحة إلى السعودية، أكبر مشتر للأسلحة الأمريكية في العالم، وتقدم الآن للنظام ضمانة أمنية غير مسبوقة مقابل التطبيع مع إسرائيل. وقد استضاف الرئيس الفرنسي ماكرون محمد بن سلمان في زيارتين رسميتين، كما دعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك محمد بن سلمان لزيارة لندن. ومع ذلك، فقد حافظ البعض في الحكومة الأمريكية على التزامهم بالمساءلة. والأهم من ذلك، أن النواب شيف وكونولي وماكولوم سيعيدون تقديم قانون خاشقجي، الذي من شأنه تقنين حظر خاشقجي وتعديل قانون الحصانات السيادية الأجنبية للسماح برفع دعاوى مدنية ضد الحكومات الأجنبية المتورطة في أعمال القمع العابر للحدود الوطنية، مثل جريمة قتل خاشقجي.
تدّعي الحكومة السعودية أنها حاكمت أفرادًا من المستوى المنخفض متورطين في جريمة قتل خاشقجي وأجرت "إصلاحات" غير محددة، لكنها لم تسعَ أبدًا إلى مساءلة محمد بن سلمان، الذي خلص مسؤولو المخابرات الأمريكية إلى أنه أمر بالقتل، أو اثنين من كبار أتباعه، وهما سعود القحطاني واللواء أحمد العسيري. كما رفضت الحكومة السعودية الكشف عن المكان الذي أخفت فيه رفات خاشقجي، حيث ادعى مسؤول سعودي رفيع المستوى مؤخرًا أنه "لا يعرف" ما فعله القتلة بجثة خاشقجي.
وقال رائد جرار، مدير قسم المناصرة في منظمة (DAWN): "من المخزي، ولكن المؤلم أيضًا، أن الحكومة السعودية لم تتمتع بالكرامة اللازمة لجمع رفات خاشقجي والسماح لأصدقائه وعائلته بدفنه بشكل لائق". ومهما كانت المكاسب السياسية التي يعتقد محمد بن سلمان والنظام السعودي أن قتل خاشقجي كان سيحققها، فإنه يجب عليهم على الأقل أن يتحلوا بذرة من الأخلاق للسماح له بجنازة حقيقية".
ومع ذلك، واصل المجتمع المدني والحكومات المحلية جهودهم لإحياء ذكرى خاشقجي. ففي 2 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبعد حملة قامت بها منظمة (DAWN)، ستعيد لوس أنجلوس تسمية الشارع الواقع أمام القنصلية السعودية بحيث يكون اسمه "ساحة جمال خاشقجي" في حفل عام سيحضره مسؤولو مدينة لوس أنجلوس وعضو الكونغرس براد شيرمان وممثلو منظمات المجتمع المدني.
وفي 4 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ستستضيف منظمة (DAWN) عشاءً تذكاريًا لخاشقجي في نادي الصحافة الوطني في واشنطن العاصمة، بدعم من وسائل الإعلام وجهات راعية للمجتمع المدني، بما في ذلك صحيفة واشنطن بوست وصحيفة ونيويورك تايمز ومؤسسة توكل كرمان والمركز العربي بواشنطن ومؤسسة المصلحة الوطنية ومكتب المحاماة جروسمان يونج وهاموند ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية وإيمغادج أكشن ومركز الحوار المصري الأمريكي ومكتب المحاماة سيثي مظاهري. وسيكون هناك أكثر من 150 صحفيًا وكاتبًا وناشطًا بارزًا، بما في ذلك المكرمون أيمن محيي الدين من قناة (MSNBC) والصحفية المصرية سلافة مجدي، اللذان سيحصلان على جائزة النزاهة الأولى من منظمة (DAWN).
كما سيكون هناك فعاليات أخرى لإحياء الذكرى سيتم الإشارة لها أدناه.
وفي غياب تحرك دولي جدي لمعاقبة السعودية على هجومها على صحفي مقيم في الولايات المتحدة، تكاثرت الهجمات خارج الحدود الإقليمية من قبل السعودية وحكومات أخرى حول العالم. قامت منظمة (DAWN) بتوثيق العديد من الهجمات المستمرة ضد المواطنين الأمريكيين من قبل الحكومة السعودية، بالإضافة إلى الهجمات ضد النشطاء والمعارضين السياسيين المعروفين في المملكة المتحدة والنرويج وكندا وفرنسا ودول أخرى. ومؤخرًا، أعلنت الحكومة الكندية أن الحكومة الهندية دبّرت جريمة قتل أحد مواطنيها، هارديب سينغ نيجار، وهو ناشط من السيخ.
قالت ويتسن: "نحن بحاجة إلى ربط الأمور وفهم أن الفشل في محاسبة السعودية على جريمة قتل خاشقجي خارج الحدود الإقليمية يشجع الحكومات الأخرى على الاعتقاد بأنها تستطيع أيضًا الإفلات من العقاب، وهو بالضبط ما يُظهره مقتل مواطن كندي في الهند هذا العام. إذا فشلت الحكومات الديمقراطية في حماية الصحفيين والناشطين الذين يعيشون في بلدانها من الهجمات الأجنبية، فإن صحافتنا ومجتمعاتنا ستكونان الضحايا، وسوف تكون ديمقراطياتنا هي الخاسرة".
تحث منظمة (DAWN) إدارة بايدن على إنهاء سياسة الاستسلام والتنازل للحكومة السعودية، بما في ذلك استمرار مبيعات الأسلحة والمساعدة في تخصيب اليورانيوم والضمانات الأمنية التي من شأنها أن تهدد حياة الجنود الأمريكيين.
فعاليات إحياء الذكرى الخامسة لمقتل جمال خاشقجي:
- إزاحة الستار عن ساحة جمال خاشقجي في لوس أنجلوس: ستقوم منظمة (DAWN) ومجلس مدينة لوس أنجلوس بإزاحة الستار عن "ساحة جمال خاشقجي" في لوس أنجلوس يوم 2 أكتوبر/تشرن الأول، الساعة 3:00 مساءً بتوقيت غرب الولايات المتحدة في الساحة المقابلة للقنصلية السعودية. ومن بين الذين سيلقون كلمات في الحفل: عضو الكونغرس شيرمان وعضوة المجلس بارك، ومنظمة هيومن رايتس ووتش ومعهد بروميس القانوني بجامعة كاليفورنيا لحقوق الإنسان وسارة لي ويتسن ورائد جرار من منظمة (DAWN).
- جلسة نقاشية على الانترنت: بالتعاون مع مبادرة الحرية ومشروع الشرق الأوسط والديمقراطية ومنظمة هيومن رايتس ووتش وآخرين، تشارك منظمة (DAWN) في رعاية جلسة نقاشية على الانترنت في 2 أكتوبر/تشرين الأول من الساعة 1:00 إلى 2:00 ظهرًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة لإحياء الذكرى الخامسة لجريمة القتل.
- عشاء إحياء الذكرى تنظمه (DAWN): في 4 أكتوبر/تشرين الأول، الساعة 6:00 مساءً، تنظم منظمة (DAWN) حفل عشاء في نادي الصحافة الوطني في واشنطن العاصمة، لإحياء ذكرى إرث خاشقجي، ويتضمن العشاء خطابات لتوكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل وعضوة مجلس أمناء (DAWN) ، والكاتب لورانس رايت الحائز على جائزة بولتزر ، والكاتب كاي بيرد الحائز على جائزة بولتزر. وستتضمن الفعالية أيضًا تقديم جائزة (DAWN) الأولى للنزاهة لأيمن محيي الدين من قناة (MSNBC) والصحفية سلافة مجدي.
- مؤتمر جورج تاون "وجهات نظر نقدية حول التنازلات الأمريكية لاتفاقيات إبراهام: السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة": في 5 أكتوبر/تشرين الأول، من الساعة 12 حتى الساعة 1:30 ظهرًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، ستستضيف جامعة جورج تاون مؤتمرًا بحضور شخصي كما سيتم بثه على الانترنت، حيث يشارك في تنظيمه مركز السياسة الدولية ومنظمة (DAWN) ومنتدى تجارة الأسلحة. سيناقش هذا المؤتمر جهود إدارة بايدن لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، والذي يمكن أن يشمل تنازلات أمريكية كبيرة مثل بيع أسلحة والتزامات دفاعية.