حسام سالم هو مصور صحفي فلسطيني حائز على جوائز، ظهرت أعماله في صحيفة النيويورك تايمز والجزيرة الإنجليزية والعديد من الوسائل الإعلامية الأخرى.
English
ملاحظة المحرر: تتضمن هذه المقالة صورًا قاسية وصورًا لجثث.
بعد ظهر يوم 5 أغسطس/آب، بدأت إسرائيل عمليتها العسكرية في غزة ضد حركة الجهاد الإسلامي، بناءً على مزاعم عن تهديدات الجماعة المسلحة بالرد على اعتقال إسرائيل لقائدها في الضفة الغربية، بسام السعدي. استمرت الضربات الجوية في غزة، في عملية أطلقت عليها إسرائيل "بزوغ الفجر"، لمدة ثلاثة أيام وانتهت بهدنة مشروطة برعاية مصر كوسيط.
شنت إسرائيل الهجمات، حيث اغتالت في البداية تيسير الجعبري، القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي، في غارة جوية على مبنى سكني في مدينة غزة، ثم استهدفت القائد البارز خالد منصور في رفح جنوب قطاع غزة. أصابت الغارات الجوية الإسرائيلية في وقت لاحق أهدافًا مختلفة في جميع أنحاء غزة ادعت إسرائيل أنها تنتمي إلى حركة الجهاد الإسلامي، بينما أطلقت الجماعة المسلحة صواريخ على إسرائيل ردًا على ذلك. ومع انتهاء الهجوم الإسرائيلي الذي استمر ثلاثة أيام، قُتل 49 فلسطينيًا، من بينهم 17 طفلًا و 4 نساء، وأصيب حوالي 360 فلسطينيًا، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. ولحقت أضرار بأكثر من 1,500 وحدة سكنية جراء حملة القصف الإسرائيلية، ونزح ما يقرب من 450 فلسطينيًا من منازلهم التي دُمرت بالكامل.
توجهنا إلى منزل إبراهيم شملخ الذي دمرته الصواريخ الإسرائيلية غربي مدينة غزة. قالت نادية البالغة من العمر 68 عامًا والتي هي أحد أفراد الأسرة: "أليس هذا مأساويًا؟ تم تدمير سوقنا ونفس الأمر بالنسبة لمنزلنا". وأضافت: "كنا في منزلنا مع أطفالنا وأحفادنا نتناول الإفطار، ثم سمعنا جيراننا يصرخون عندما تم قصف منزلهم. هربنا بعيدًا تمامًا كما نحن. لم نأخذ أيا من متعلقاتنا. تم تدمير كل شيء تمامًا، حتى ذكرياتنا."
في مستشفى الشفاء، كان رائد رجب لا يزال يتلقى العلاج مع ابنه، وبناته الثلاث وزوجته، الذين أصيبوا جميعًا جراء الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت منزلهم في الشجاعية، أحد أحياء مدينة غزة. قال رائد: "ابني الوحيد وزوجتي وبناتي، اللواتي هن سن المدرسة الابتدائية، كانوا في المنزل. لم يكن هناك أي هدف عسكري كما تزعم إسرائيل. الآن، أنا هنا في المستشفى، وعائلتي في قسم مختلف تتلقى العلاج."
كان بجانبه المهندس غسان أبو رمضان الذي كان يتلقى أيضًا رعاية طبية، وكانت ابنته وزوجته تتلقيان العلاج في جناح آخر بالمستشفى. أصيبوا في الغارات الجوية الإسرائيلية على شقة في برج فلسطين، وسط مدينة غزة—المبنى الذي قصفته إسرائيل لقتل الجعبري.
كان أكرم أبو قايدة يستعد لإحضار عروسه الجديدة إلى مدينة بيت حانون شمال غزة، لكن دون أي نوع من الفرح أو الاحتفال، مع استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية. لكن قبل دقائق من التخطيط للمغادرة لإحضارها، أصاب صاروخ منزله وسيارته بالخارج، ما أسفر عن مقتل والدته نعمة أبو قايدة البالغة من العمر 62 عامًا وحفيدتها حنين البالغة من العمر ثماني سنوات. كما أصيب في القصف أربعة أطفال آخرين من عائلة أبو قايدة.
فقد عبد الحميد دويك زوجته وابنه في غارة جوية إسرائيلية دمرت عدة مبان سكنية في منطقة الشعوت وسط رفح. قال عن ابنه البالغ من العمر 30 عامًا: "كان إسماعيل يستعد لحفل زفافه عندما استهدفوه. وكالعادة لم يترك والدته، حتى يوم وفاتهما. لقد عانقها كما فعلت عندما أنجبته." وأضاف: "رحل أثمن شيء في حياتي.." استهدف الهجوم على ما يبدو منزل منصور، قائد حركة الجهاد الإسلامي في جنوب غزة.
هذه هي الصور التي تتلاشى من التغطية الدولية بمجرد توقف القصف، هذا إن شوهدت أصلًا. وكما ذكرتُ لموقع "ذا انترسبت" بعد وقف إطلاق النار الذي أنهى الهجوم الإسرائيلي: "في غزة، لا توجد قصص يمكن أن تعطينا الحياة. كل ما يمكننا قوله هو كيف أودى الموت بحياتنا وحياة من حولنا." أعطى جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للرئيس جو بايدن، الرد الأمريكي المعتاد على الضربات الجوية الإسرائيلية، متجاهلًا من شن هذا الهجوم الأخير على غزة والذي قتل 17 طفلًا فلسطينيًا. قال كيربي: "نحن بالتأكيد نحث جميع الأطراف على تجنب المزيد من التصعيد." وأضاف: "نحن نؤيد تمامًا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الإرهابيين الذين يودون بحياة المدنيين الأبرياء في إسرائيل."
بعد أن التقطتً هذه الصور، ما زلتُ أرى الفلسطينيين الحزينين فيها، يبكون على فقدان أحبائهم ومنازلهم وحياتهم.