DAWN’s experts are the driving force behind the organization’s mission and vision. Our experts complement our research work and bolster our advocacy efforts.

No posts found!

Read all the latest articles from the DAWN team of Experts and Contributors.

وفد بيلوسي إلى إسرائيل أغلق عينيه أمام واقع الفصل العنصري

Avatar photo

آدم شابيرو مدير قسم المناصرة لإسرائيل وفلسطين في منظمة (DAWN)

English

حتى في أعقاب تقرير موثق بدقة من قبل منظمة العفو الدولية يفصل تاريخ كيفية إتباع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة للقوانين والسياسات التي ترقى إلى جريمة الفصل العنصري بموجب القانون الدولي، قادت مؤخراً رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي وفداً من الكونغرس إلى إسرائيل، حيث أعلنت أن الدعم الأمريكي لإسرائيل لا يزال "صارماً". وضم الوفد نوابا ًديمقراطيين رئيسيين، من بينهم بعض التقدميين البارزين، بمن فيهم النواب آدم شيف، وتيد دويتش، وباربرا لي، وبيل كيتنغ، وإريك سوالويل، ورو خانا، وآندي كيم.

وفي ما يمكن اعتباره أوقاتاً عادية، سيكون مثل هذا الوفد غير ملحوظ، مجرد علامة أخرى على الدعم الأعمى الذي تتلقاه الحكومة الإسرائيلية من الحكومة الأمريكية، بغض النظر عن الحزب السياسي الذي هو في السلطة، سواء في إسرائيل أو واشنطن. ومع ذلك، يأتي تقرير منظمة العفو الدولية في أعقاب تقارير غير مسبوقة في العام الماضي من قبل هيومن رايتس ووتش وبتسيلم، وهي منظمة غير حكومية إسرائيلية، وقد خلص الى نفس الإستنتاج: إسرائيل دولة فصل عنصري، ترتكب إنتهاكات موثقة على نطاق واسع لحقوق الفلسطينيين "تشكل مجتمعة نظام فصل عنصري بموجب القانون الدولي".

كما تشارك في هذا الإستنتاج منظمات إسرائيلية غير حكومية رائدة أخرى، بل وحتى مدعي عام إسرائيلي سابق وقاضي بالإنابة في المحكمة العليا، مايكل بن يائير. وكما كتب بن يائير في مقال رأي نشر مؤخراً ووافق فيه على تقييم الفصل العنصري، "لقد غرق بلدي في أعماق سياسية وأخلاقية إلى حد أنه أصبح الآن نظام فصل عنصري. وقد حان الوقت لكي يدرك المجتمع الدولي هذا الواقع أيضاً".

لذا فإن هذه ليست "أوقاتاً عادية"، وعلى الرغم من أن زيارة الوفد كان مخططاً لها بالتأكيد قبل إصدار تقرير منظمة العفو الدولية، من خلال الإستمرار في الرحلة، سمحت بيلوسي وشركاؤها لأنفسهم بأن يصبحوا بيادق فيما يرقى إلى عملية دعائية للدولة. كانت عملية لا تختلف كثيراً عن الجهود الصينية لإظهار "تقدمها" في مجال حقوق الإنسان للأقليات العرقية في شينجيانغ، أو الجهود السعودية لترويج حكومتها "الإصلاحية" وولي العهد من خلال عرض مشاريع الطاقة الخضراء المفترضة – أو أي من الأمثلة التاريخية العديدة للحكومات التي تجلب المتواطئين المفيدين لإلتقاط الصور والهتافات الفارغة. واليوم، وبمساعدة وفد من الكونغرس الأمريكي، تعمل الحكومة الإسرائيلية على إرسال رسالة مماثلة مفادها أنه لا يوجد شيء يمكن رؤيته هنا.

ولكن على بعد مباني من الكنيست الإسرائيلي، حيث أشادت بيلوسي بالحكومة الإسرائيلية، يتم هدم منازل الفلسطينيين في القدس. أما غزة، التي تبعد 40 دقيقة فقط بالسيارة عن تل أبيب، فهي محاصرة من قبل نظام إسرائيلي يحدد العدد الدقيق للسعرات الحرارية التي يمكن للطفل الفلسطيني إستهلاكها. وخلال زيارتهم، إلتقى هؤلاء النواب الأمريكيون بنظرائهم في الكنيست الذين هم أعضاء فخورون في الأحزاب والحركات القومية الدينية التي ترتكب العنف ضد المدنيين الفلسطينيين بشكل يومي –  في الضفة الغربية وإسرائيل على حد سواء.

كل يوم على وسائل التواصل الإجتماعي، يتم نشر مقاطع فيديو من حي الشيخ جراح، وهو حي في القدس الشرقية حيث يتم طرد العائلات الفلسطينية قسراً من منازلها من قبل قوات الأمن المدعومة من الولايات المتحدة ويهتف لها أعضاء كو كلوكس كلان في العصر الحديث. وفي إسرائيل، كما هو الحال في جنوب أفريقيا التي كان يمارس فيها الفصل العنصري، لا يلزم وجود أغطية رأس لمضطهديهم لأن القانون لا ينطبق عليهم.

لدى إسرائيل قانون، لكنه قانون يحافظ على التمييز العنصري لصالح المواطنين الإسرائيليين والمستوطنين الإسرائيليين اليهود ضد الفلسطينيين. ويشكل هؤلاء المستوطنون اليوم أقلية ذات سلطة في عالم السياسة البرلمانية الإسرائيلية. إن حفاظهم على السلطة والإمتياز اليهودي على جميع غير اليهود الذين يعيشون في إسرائيل والضفة الغربية وغزة – كل الأراضي الواقعة بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن – يستند إلى حرمان ملايين اللاجئين الفلسطينيين من حقهم الأساسي في العودة إلى وطنهم لمدة 75 عاماُ تقريباً.

على الرغم من التقارب بين العلاقات الأمريكية الإسرائيلية والحسابات السياسية المختلفة التي يجريها الساسة الأمريكيون حول كيفية إظهار دعمهم لإسرائيل، فإن الحقيقة التي لا مفر منها هي أن الفصل العنصري يلوث كل شيء.

تعرضت تقارير متعددة من قبل منظمات دولية رائدة في مجال حقوق الإنسان لتغطية قانونية وسياسية وإعلامية ، لذلك لا يمكن لأحد أن يغمض عينيه عنها – وبالتأكيد ليس في القدس، وعلى نحو متزايد ليس في واشنطن. ومن خلال القيام بهذه الزيارة غير الضرورية إلى مقر الفصل العنصري في إسرائيل، أيدت بيلوسي وشركاؤها فعلياً نظام الفصل العنصري. لم يزوروا غزة، ولم يقوموا إلا بزيارة وجيزة إلى رام الله في الضفة الغربية، ويبدو أنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء رؤية الوضع بأنفسهم في حي الشيخ جراح، الذي يبعد أقل من ميلين من الكنيست.

ما الذي سيتطلبه الأمر لكي يذهب وفد من الكونغرس إلى القدس ويعالج هذه الحقائق المزعجة؟ هل سيكون هناك أي طلب على عائد أفضل على دعم الولايات المتحدة "الصارم" لإسرائيل، والعديد من مليارات الدولارات من المساعدات، وهو ما يعكس تلك "القيم المشتركة" التي كثيراً ما يشار إليها؟

بعد أسبوع من التمرد العنيف في 6 كانون الثاني/يناير، استشهدت بيلوسي أبياتاً من قصيدة للشاعر الإسرائيلي إيهود مانور، في  محاولة لإعادة الجمهوريين إلى رشدهم، الذين كانوا ينكرون حقيقة الهجوم على مبنى الكابيتول: "لا يمكنني الصمت في ضوء تغيير بلدي لوجهها، ولن أتوقف عن محاولة تذكيرها. في أذنيها، سأشدو صرخاتي حتى تفتح عينيها. لا يمكنني الصمت إزاء تغيير بلدي لوجهها".

ولكن الآن، فإن رئيسة البرلمان بيلوسي وزملائها الديمقراطيين هم الذين يلتزمون الصمت ويغمضون أعينهم. لقد تغير وجه إسرائيل لأنه أصبح الآن معترفاً به على حقيقته: دولة الفصل العنصري. الفلسطينيون لن يصمتوا، وفي الواقع، هناك شيء يمكن رؤيته هنا. فقط افتح عينيك.

Want more insights like this?

Get our newsletter straight to your inbox

Support Us

We hope you enjoyed this paywall-free article. We’re a non-profit organization supported by incredible people like you who are united by a shared vision: to right the wrongs that persist and to advocate for justice and reform where it is needed most.

Your support of a one-time or monthly contribution — no matter how small — helps us invest in our vital research, reporting, and advocacy work.

مقالات ذات صلةالمشاركات

related

ساعدوا "دون" على حماية حياة وحقوق الفلسطينيين في غزة.

إننا نناضل من أجل وقف إطلاق النار ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين المسؤولين عن جرائم الحرب في غزة.