زيارة إدارة بايدن إلى إسرائيل والسعودية تشير إلى العودة إلى سياسات الولايات المتحدة الفاشلة للهيمنة على الشرق الأوسط
English
(واشنطن العاصمة، 12 يوليو/تموز 2022) – في رسالة تمت مشاركتها مع فريق الأمن القومي للرئيس بايدن، حثت منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي (DAWN) الرئيس بايدن على إتخاذ ستة تدابير لتأمين المصالح الأمريكية وإظهار الحد الأدنى من الإلتزام بالقيم العالمية وسيادة القانون والحريات الأساسية فيما يتعلق برحلته إلى إسرائيل والسعودية.
في إسرائيل، تشمل هذه التدابير الإجتماع مع منظمات المجتمع المدني الفلسطينية المصنفة إفتراءاً على أنها منظمات "إرهابية"، ومطالبة إسرائيل علناً بوقف التهجير القسري للفلسطينيين في مسافر يطا، والأمر بإجراء تحقيق من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي في مقتل المواطنة الأمريكية شيرين أبو عاقلة على يد القوات الإسرائيلية. أما في السعودية، تشمل هذه التدابير تقديم أي إتفاق أمني إقليمي جديد لمراجعته من قبل الكونغرس، والإجتماع مع نشطاء المجتمع المدني السعوديين، وحث السعودية علناً على إنهاء حصارها لليمن.
وقالت سارة لي ويتسن، المديرة التنفيذية لمنظمة (DAWN): "تضاعف إدارة بايدن من سياساتها الأمريكية الفاشلة لدعم الحكومات الأكثر إساءة في الشرق الأوسط، ولكن لا يزال هناك بعض الخطوات المهمة التي ما يزال بإمكانها إتخاذها لتخفيف الأضرار التي تسببها. بدءاً من تفويض مكتب التحقيقات الفيدرالي بإجراء تحقيق في مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة من قبل القوات الإسرائيلية، إلى تقديم أي إتفاق أمني إقليمي جديد يلزم القوات الأمريكية به إلى مراجعة الكونغرس، يمكن للرئيس بايدن أن يظل وفياً لحماية المصالح الأمريكية والقيم الأمريكية".
سيصل الرئيس بايدن إلى تل أبيب في 13 يوليو/تموز وسيسافر مباشرة من إسرائيل إلى جدة في 15 يوليو/تموز في ما يتوقع أن يشهد تقدماً كبيراً في التطبيع السعودي الإسرائيلي. صرح الرئيس بايدن أن هدفه من التراجع عن إلتزاماته السابقة بإنهاء الدعم للحكومات المسيئة في المنطقة هو تأمين السلام الإقليمي من خلال إنهاء الحرب في اليمن وتقريب الدول العربية من إسرائيل، وضمان دعمها ضد الغزو الروسي لأوكرانيا، وتوفير ترتيب أمني غير مسبوق مع الولايات المتحدة من شأنه أن يساعدها على الدفاع بشكل أفضل ضد إيران.
ومع ذلك، فشلت إدارة بايدن في تقديم أي معلومات حول هذا الإتفاق الأمني الجديد إلى الكونغرس الأمريكي أو الشعب الأمريكي، وأشارت بالفعل إلى أنه حتى الزيادة في إنتاج النفط لن يكون لها تأثير كبير على أسعار النفط المتصاعدة. كما أثارت إدارة بايدن إمكانية تجديد مبيعات الأسلحة الهجومية إلى السعودية، بعد تعهد الرئيس بايدن السابق بإنهاء جميع مبيعات الأسلحة إلى المملكة في نوفمبر 2020 واستئناف الإدارة مبيعات الأسلحة "الدفاعية" في نوفمبر/تشرين الثاني 2021. في حين أن إدارة بايدن تحدثت بقوة لدعم الحكم الديمقراطي في بقية العالم، فإنها تنشئ تحالفاً وثيقاً لدعم حكومة الفصل العنصري في إسرائيل والمستبدين غير المنتخبين مثل أولئك الموجودين في السعودية.
كما هو مخطط لها، تجبر الرحلة الرئيس بايدن على الإجتماع مع جميع رؤساء الوزراء الإسرائيليين المحتملين – بمن فيهم رئيس الوزراء السابق المتهم بنيامين نتنياهو – حيث انهارت حكومة ذلك البلد مرة أخرى، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى عدم قدرتها على ضمان موافقة المستوطنين الإسرائيليين المطلقة على أنشطتهم غير القانونية التي تزيد من تهميش الفلسطينيين وتقلل من احتمالات السلام. تواصل إدارة بايدن مكافأة إسرائيل ب 3.3 مليار دولار من المبيعات العسكرية الأجنبية و 500 مليون دولار من الدفاع الصاروخي المقترح لعام 2022 وحده ، بينما تستأنف مليارات الدولارات من مبيعات الأسلحة إلى السعودية والإمارات، على الرغم من سجلات كل دولة من انتهاكات القانون الإنساني الدولي التي من المحتمل أن ترقى إلى جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
وقالت سارة لي ويتسن: "تواصل إدارة بايدن تغيير أهداف السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، من الوعود بإنهاء الدعم الأمريكي للأنظمة الإستبدادية في المنطقة، إلى خفض أسعار الغاز، إلى تعزيز ما يسمى بإتفاقيات السلام الجديدة، إلى إطلاق إتفاق أمني إقليمي خطير يستهدف إيران. المستفيدون الحقيقيون الوحيدون من هذه السياسات هم الحكومات الأجنبية وشركات النفط ومصنعو الأسلحة وجماعات الضغط في العاصمة – وليس الشعب الأمريكي".
عرضت (DAWN) على الرئيس الأمريكي إجراءات محددة يمكنه إتخاذها أثناء وجوده في إسرائيل والسعودية لإظهار الحد الأدنى من الإلتزام بخدمة المصالح الأمريكية، بما في ذلك أجندته الديمقراطية الخاصة، وتعزيز سيادة القانون، وإتخاذ المبادرة للدفاع عن حقوق الإنسان.
في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، ينبغي للرئيس الأمريكي أن يجتمع مع منظمات المجتمع المدني الفلسطينية الست التي أعلنتها إسرائيل خطأً على أنها منظمات "إرهابية"؛ ومطالبة إسرائيل علنا بوقف جميع الأنشطة التي يمكن أن تؤدي إلى التهجير القسري ل 1,200 فلسطيني يعيشون في مسافر يطا، وهو تجمع فلسطيني ريفي يحاول الجيش الإسرائيلي تحويله إلى منطقة إطلاق نار على الرغم من الإدانة الدولية؛ والإعلان عن تحقيق لمكتب التحقيقات الفيدرالي في مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة، التي من المحتمل أن تكون قد قتلت على يد جندي إسرائيلي أطلق النار عليها على الرغم من أنها كانت ترتدي سترة واقية تشير إلى أنها كانت عضواً في الصحافة وإجراء مقابلة مع شاهد أعزل كان على بعد عدة مقاطع سكنية من النشاط العسكري. لن يغير أي من هذه الإجراءات العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، لكنها ستظهر دعم الحكومة الأمريكية للمجتمع المدني وحقوق الإنسان وحرية الصحافة وحماية الصحفيين.
في السعودية، دعت منظمة (DAWN) الرئيس بايدن إلى تقديم أي إتفاق أمني جديد لمراجعته في الكونغرس، على النحو الذي دعا إليه بالفعل أعضاء الكونغرس؛ لقاء نشطاء المجتمع المدني السعودي الذين ما زالوا يواجهون انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان؛ وحث السعودية علناً على إنهاء حصارها لليمن كجزء من توسيع وقف إطلاق النار الحالي إلى سلام دائم. وفضلاً عن ذلك، فإن اتخاذ هذه الإجراءات لن يغير العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية، ولكنه سيدعم أجندة الإدارة المعلنة لتعزيز الديمقراطية وسيادة القانون والنظام الدولي القائم على القواعد.
قال عبد الله العودة، مدير أبحاث الخليج في منظمة (DAWN): "إن السعي وراء المصالح الوطنية للولايات المتحدة هو الدور الأساسي للرئيس، وهذا يشمل محاسبة الدول الأجنبية على قمع المجتمع المدني وعدم الوفاء بإلتزاماتها في مجال حقوق الإنسان". وأضاف "المصالح الأمريكية لن يخدمها إتفاق أمني أمريكي يزيد من جرأة قادة الخليج المتهورين ويخاطر بتواطؤ الولايات المتحدة في الصراعات المسلحة الجارية والمستقبلية في المنطقة".
ومن خلال إتخاذ الخطوات الواردة في توصيات منظمة (DAWN)، يمكن للرئيس بايدن إعادة تشكيل سردية هذه الرحلة التي لا تحظى بشعبية وتحقيق نتائج ملموسة، مما يعزز دور الولايات المتحدة في المنطقة ويساعد على إعادة بناء مصداقيتها.