DAWN and Abdullah Alaoudh
فدوى مساط مديرة الإعلام العربي بمنظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي DAWN
نشرت المقابلة على موقع عربي 21 يوم الجمعة 2 أكتوبر 2020 .
قالت مديرة الإعلام العربي في منظمة "الديمقراطية الآن للعالم العربي (DAWN)"، فدوى مساط، إن الجديد الذي ستقدمه منظمتهم هو "السعي لمساءلة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان في الدول العربية عبر متابعتهم قضائيا، ونشر صورهم وأسمائهم، وفضح الممارسات غير الإنسانية التي يقومون بها في بلدانهم ضد الصحفيين والمعارضين السياسيين".
وتأسست، الثلاثاء، بالعاصمة الأمريكية، واشنطن، منظمة "داون" التي أسسها الإعلامي السعودي جمال خاشقجي قبل مقتله، والتي تهدف إلى الإبقاء على استمرارية أعمال "خاشقجي" ورؤيته بخصوص الديمقراطية، وتعتزم القيام بأعمال حول انتهاكات حقوق الإنسان بمنطقة الشرق الأوسط.
وأرجعت "مساط" سبب تركز عمل منظمة "داون" على السعودية ومصر والإمارات، إلى أن "السجل الحقوقي لهذه البلدان سيئ للغاية، ولأنها دول حليفة للولايات المتحدة التي توفر الحماية لهذه الأنظمة وتساعدها أيضا على الإفلات من العقاب"، مؤكدة أن جزءا من جهودهم يتركز على "الضغط على الإدارة الأمريكية لرفع الحماية عن هذه الأنظمة الديكتاتورية، وحملها على حماية حقوق الإنسان".
وشدّدت مديرة الإعلام العربي بمنظمة "داون"، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، على أن "مرتكبي جريمة قتل خاشقجي لن يفلتوا من العقاب إلى الأبد؛ فقضايا حقوق الإنسان لا تسقط بالتقادم. وإذا لم تتم محاكمتهم حتى الآن أمام القضاء الدولي، فإنهم يحاكمون أمام الرأي العام الدولي".
وأشارت "مساط" إلى أن المسؤول المباشر عن قتل "خاشقجي" هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي قالت إنه أصبح "غير مرحب به في الدول الديمقراطية؛ لأنه بات شخصا منبوذا على المستوى الدولي، ومهما أنفق من أموال لتحسين صورته، فإن دماء خاشقجي تلطخ تلك الصورة بشكل قوي"، حسب قولها.
وتاليا نص المقابلة الخاصة:
بداية.. ما هي منظمة الديمقراطية في العالم العربي الآن (DAWN)؟ وما طبيعة عملها؟
الديمقراطية الآن للعالم العربي منظمة غير ربحية، كان قد أسسها الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي قبل اغتياله على يد مسؤولين سعوديين داخل القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية. بعد صدمة مقتل جمال، توقفت المنظمة لمدة سنة ونصف إلى أن قرر عدد من أصدقائه إعادة إطلاق المنظمة بعد اختيار سارة لي ويتسون مديرة تنفيذية لها. وعمل المنظمة يرتكز حول تعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية وحكم القانون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وما الجديد الذي ستقدمه المنظمة؟
الجديد الذي ستقدمه المنظمة هو السعي لمساءلة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان في الدول العربية عبر متابعتهم قضائيا، ونشر صورهم وأسمائهم وفضح الممارسات غير الإنسانية التي يقومون بها في بلدانهم ضد الصحفيين والمعارضين السياسيين. هذه الجهود ستظهر عبر قسم "معرض الجناة" على موقعنا. ستعتمد المنظمة أيضا "مؤشر خاشقجي" لقياس مدى تدخل الدول والجهات الأجنبية لتقويض الديمقراطية وحماية الأنظمة الديكتاتورية في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وكيف ستقومون بكشف هويات المسؤولين الحكوميين الذين يتخفون في الظل مثل الحراس والمحققين والجلادين والمدعين العامين والقضاة؟
عبر شهادات مباشرة من ضحاياهم، ومن الشهود، ومن أهالي الضحايا وأصدقائهم. سنقوم بإجراء مقابلات مع ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ونوثقها، ونجمع الأدلة ونعرضها على القسم القانوني للمنظمة، بالإضافة إلى الاعتماد على عمل منظمات حقوق الإنسان المحلية والنشطاء. كما نجمع الأدلة من الملفات المودعة لدى المحاكم المحلية ومكاتب المحامين المكلفين بهذه القضايا.
لو تحدثيننا عن المنبر الذي ستنشئه DAWN للمنفيين السياسيين من جميع أنحاء المنطقة؟
"الديمقراطية في المنفى" هو قسم جديد بموقع المنظمة، يهدف لأن يكون منبرا حرا للمنفيين السياسيين من مختلف الدول العربية لنشر قصصهم الإنسانية، تحليلاتهم للأوضاع في بلدانهم وتصورهم لإحلال الديمقراطية وتحسين أوضاع حقوق الإنسان في أوطانهم. هذا المنبر يهدف لأن يكون "وطنا" افتراضيا لهؤلاء المنفيين، الذين اضطروا لترك أحبائهم وأوطانهم بسبب نشاطهم الحقوقي أو السياسي. سيكون نافذة افتراضية يطل من خلالها القارئ على تجارب مختلفة لمنفيين سياسيين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تفرقوا حول العالم، لكن يجمعهم هو الديمقراطية وحقوق الإنسان وحب أوطانهم الأم.
لماذا ستركز منظمتكم على انتهاكات الديمقراطية وحقوق الإنسان في السعودية ومصر والإمارات على وجه التحديد؟
لأن سجل هذه البلدان سيئ للغاية في هذا المجال. هل يمكن أن تقارن مثلا انتهاكات حقوق الإنسان التي تشهدها مصر حاليا ببلدان عربية أخرى؟ من هي الدولة التي استدرجت واحدا من أبرز صحفييها ثم قتلته وقطعت جثته ثم تخلصت منها بينما خطيبته تنتظره في الخارج؟ هل سمعت بصوت معارض واحد داخل الإمارات؟ طبعا لا؛ لأنهم أسكتوا الجميع. نحن نركز على هذه البلدان لأن سجلها سيئ للغاية. نركز عليها أيضا لأنها دول حليفة للولايات المتحدة التي توفر الحماية لهذه الأنظمة وتساعدها أيضا على الإفلات من العقاب. جزء من جهودنا يتركز أيضا على الضغط على الإدارة الأمريكية لرفع الحماية عن هذه الأنظمة الديكتاتورية، وحملها على حماية حقوق الإنسان.
كيف كانت ردود الفعل عقب الإعلان عن منظمة الديمقراطية في العالم العربي الآن (DAWN)؟
ردود الفعل كانت في مجملها مرحبة وإيجابية، فقصة قتل الصحفي جمال خاشقجي وتقطيع جثته بتلك الطريقة البشعة والتخلص منها، أثارت استنكار العالم أجمع. تلقينا تهنئة عدد كبير من المشرعين الأمريكيين الذين عبّروا عن رغبتهم للعمل مع المنظمة لتحقيق أهدافها على المدى البعيد. كما تلقينا ردود فعل إيجابية جدا من جانب المنظمات الحقوقية الدولية، ووسائل الإعلام الأمريكية والدولية وعدد كبير من النشطاء عبر العالم.
كيف تمكنتم من توفير المساعدات المالية اللازمة للمنظمة؟ ومَن هي الجهة التي تقوم بتمويلكم؟
تتلقى المنظمة تمويلها من عدد صغير من أصدقاء جمال خاشقجي المقربين الذين يرغبون في أن تستمر رسالته، وأن يتحقق حلمه في إدخال إصلاحات ديمقراطية ودستورية حقيقية في منطقة الخليج والشرق الأوسط. والمنظمة لا تتلقى أي دعم حكومي سواء من الولايات المتحدة أو الحكومات الأجنبية.
تم تسجيل منظمتكم (DAWN) في الولايات المتحدة أوائل عام 2018 لكنها فشلت في الانطلاق حينها.. لماذا؟
لقد أشرت لسبب عدم إطلاقها في جواب سابق، ويتلخص في قتل جمال خاشقجي على يد مسؤولين سعوديين. جمال هو المؤسس الفعلي للمنظمة لكن المسؤولين السعوديين اغتالوه بهدف إسكات صوته وصوت المنظمة، أو هكذا اعتقدوا، لأن منظمة الديمقراطية الآن في العالم العربي ستواصل رسالة جمال، وستعمل على تحقيق حلمه.
هل تتوقعون التعرض لأي مضايقات أو تضييقات على عملكم خلال الفترة المقبلة؟
نحن نتمنى ألا نتعرض لذلك. نحن نهدف من خلال عملنا إلى تحقيق حلم مؤسس المنظمة جمال خاشقجي، الذي يتجلى في تعزيز جهود الديمقراطية وحقوق الإنسان وحكم القانون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. نتمنى أن يكون الديكتاتوريون في المنطقة قد تعلموا من خلال جريمة خاشقجي، أن العالم لن يسكت على استهداف الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان.
وكيف تنظرون لأوضاع حقوق الإنسان في هذه الدول الثلاث (السعودية ومصر والإمارات) الآن؟
هذه الدول الثلاث تشهد ردة حقيقية في مجال حقوق الإنسان، ونحن نقوم بتسجيل الانتهاكات ونطالب بمحاسبة مرتكبيها.
وما تقييمكم لموقف إدارة "ترامب" الداعمة لأنظمة ديكتاتورية عربية ترتكب انتهاكات واسعة لأوضاع حقوق الإنسان؟
نحن نشجب بشدة مثل هذا الموقف، ونطالب الإدارة الأمريكية برفع الحماية التي توفرها للحكام الديكتاتوريين في المنطقة.
برأيكم، هل سيفلت مرتكبو جريمة قتل "خاشقجي" من العقاب إلى الأبد؟ وما مستقبل هذه القضية؟
لن يفلتوا من العقاب إلى الأبد. قضايا حقوق الإنسان لا تتقادم. إذا لم تتم محاكمتهم حتى الآن أمام القضاء الدولي، فإنهم يحاكمون أمام الرأي العام الدولي. انظر إلى عدد المقالات والكتب والأفلام الوثائقية التي صدرت عن جريمة قتل خاشقجي، وسمت المسؤول المباشر عن قتله: ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. ألا ترى أن هناك نوعا من العدالة ولو رمزية في الضرر الكبير الذي عانت منه سمعته كمسؤول دولي بسبب جريمة قتل خاشقجي؟ لقد أصبح غير مرحب به في الدول الديمقراطية، لقد بات شخصا منبوذا على المستوى الدولي، ومهما أنفق من أموال لتحسين صورته، فإن دماء خاشقجي تلطخ تلك الصورة بشكل قوي.
لكن ألا تعتقدون أنه تم طي الملف الخاص بقضية "خاشقجي" بشكل عملي؟
بالنسبة لنا، لن يتم طي قضية خاشقجي أبدا حتى تتم محاسبة الجناة الحقيقيين، الذين أصدروا الأوامر ووفروا الغطاء لهذه الجريمة البشعة، مهما كان لقبهم ودورهم في الدولة.
إذا كان حلم "خاشقجي" قد تحقق بعد عامين من وفاته بإعلان المنظمة.. لكن متى يحصل على حقه ممن قتلوه؟
هذا واحد من الأهداف التي نسعى لتحقيقها في منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي. لن نتوقف حتى يتم تحقيق العدالة في ملف قتل جمال خاشقجي، ومحاسبة المسؤولين الحقيقيين عن هذه الجريمة البشعة.
كيف سيتم تفعيل "مؤشر خاشقجي" لقياس دور الحكومات الأجنبية في تشجيع أو عرقلة الديمقراطية وحقوق الإنسان بالشرق الأوسط؟
سنكشف عن آليات عمل "مؤشر خاشقجي" بعد إطلاق موقعنا باللغة العربية. أؤكد لك أن آلية عمل المؤشر ستكون شفافة وتخضع لمعايير دولية رفيعة المستوى.
هل نجاح "ترامب" مرة أخرى سيكون له تأثير على أوضاع حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط؟
سنحاول عبر منظمة الديمقراطية الآن ألا يكون الأمر كذلك. سنعمل مع عدد من المشرعين الأمريكيين على الضغط على الإدارة الأمريكية من أجل رفع الحماية التي توفرها للحكام الديكتاتوريين في المنطقة، وأن تتوقف عن بيعهم الأسلحة واستقبالهم في واشنطن، وأن تطالبهم باحترام حقوق الإنسان وتوفير حرية التعبير كما يحظى بها الأمريكيون داخل بلدهم.