English
عالج الدكتور غسان أبو ستة المرضى في غزة لأول مرة خلال الانتفاضة الأولى عام 1987، عندما كان طالبًا في كلية الطب. وعاد إلى غزة كطبيب جراح خلال الانتفاضة الثانية، ومرات أخرى في 2008-2009 و 2012 و 2014 و 2018 وكذلك في هذا العام، خلال الحرب التي استمرت 11 يومًا في مايو/أيار الماضي والتي قُتل فيها 248 فلسطينيًا على الأقل في غزة، إلى جانب 12 إسرائيليًا.
كان عدد الضحايا أعلى من ذلك بكثير، فقد أفادت التقارير أن 1,948 فلسطينيًا في غزة أصيبوا جراء الغارات الجوية والمدفعية الإسرائيلية، من بينهم 610 أطفال. أجرى أبو ستة عمليات جراحية ترميمية طارئة دون توقف عمليًا أثناء تواجده في غزة الشهر الماضي، وكان العديد من مرضاه من الأطفال الجرحى.
أبو ستة البريطاني الفلسطيني كان سابقًا أستاذًا وجراحًا في الجامعة الأمريكية في بيروت، حيث أسس برنامج طب النزاعات في معهد الصحة العالمي بالجامعة. كما عمل كجراح في مناطق الحرب في العراق وجنوب لبنان. يعيش الآن ويمارس الجراحة في لندن، عندما لا يسافر إلى قطاع غزة المحاصر خلال ما يسميه "حروب إسرائيل الدورية ضد غزة".
دخل غزة بعد وقت قصير من بدء حملة القصف الإسرائيلية في وقت متأخر من يوم 10 مايو/أيار، بعد أن أطلقت حماس صواريخ على إسرائيل ردًا على الاستفزازات الإسرائيلية في القدس، حيث يواجه الفلسطينيون الطرد من منازلهم في حي الشيخ جراح. اقتحمت قوات الأمن الإسرائيلية باحة المسجد الأقصى عدة مرات مع تصاعد التوترات والعنف في البلدة القديمة بالقدس وما حولها.
في مقابلة مع مجلة الديمقراطية في المنفى، يناقش أبو ستة كيف أدت الحرب الأخيرة إلى تفاقم "كارثة الوباء" القائمة على الفلسطينيين. تسيطر إسرائيل، من خلال استمرار حصارها للقطاع، على كل ما يدخل غزة، وقد حجبت إمدادات لقاح فيروس كورونا وحتى فحوصات الفيروس. كما أضرّت غارة جوية إسرائيلية الشهر الماضي بالمختبر الوحيد في غزة الذي يقوم بإجراء فحوصات فيروس كورونا.
كانت الحرب التي استمرت 11 يومًا، وفقًا لأبو ستة، فصلًا آخر من حصار إسرائيل لغزة—المفروض منذ عام 2007، بمساعدة مصر. يسمح الحصار لإسرائيل "بتسليح كل شيء"، كما يقول، "بما في ذلك الوباء—فحوصات كورونا واللقاح—واستخدامها كجزء من آلية معايرة الحياة والموت في غزة". وعلى الرغم من عودته إلى لندن الآن، إلا أنه يتوقع العودة إلى غزة مرة أخرى قريبًا، حتى مع انتهاء هذه الحرب الأخيرة. يقول: "هناك حرب أكبر تحوم في الأفق".
تم تحرير النص التالي بشكل طفيف من أجل الإيضاح ولجعل حجم المقابلة مناسبًا.
منظمة (DAWN): كيف كان الوضع في غزة هذه المرة؟
خلال الحرب، كانت الليالي صعبة. تركّز القصف على منطقة الرمال، حيث كنت أقيم وحيث يوجد مستشفى الشفاء. يمكنك بالفعل أن تشعر بالقصف من حولك طوال الليل. ويمكنك أن ترى ذلك بسرعة كبيرة، كنا نتجه نحو سيناريو من نوع حرب 2014، حيث يصبح النظام الصحي منهمك تمامًا بسبب العدد الهائل من الجرحى.
لكل حرب نمط مختلف من الإصابات، ويمكنك أن ترى بالفعل من خلال أنواع الإصابات التي تتلقاها أهداف ذلك القصف. فعلى عكس عام 2014، عندما كان هناك الكثير من الشظايا والكثير من الحروق بسبب انفجارات القنابل، هذه المرة كان هناك الكثير من الإصابات الناجمة عن انهيار المساكن فوق رؤوس الناس أو سقوط المباني وحدوث إصابات للناس. كانت تلك الإصابات هي النوع المهيمن. إضافة إلى ذلك، ولأن الناس كانوا مستهدفين في منازلهم، فإن 40٪ من الجرحى هم من الأطفال، لأن ذلك يعكس نسبة السكان من الأطفال، وهي نسبة عالية جدًا جدًا.
كان الأمر نفسه في عام 2014. ولكن سرعان ما ظهر أن الأطفال سيكونون جزءًا كبيرًا من الإصابات. ويأتي معهم نوع مختلف من عبء الجراحة الترميمية، سواء على المدى القصير أو الطويل، لأن هؤلاء الأطفال يكبرون وسيتطلبون المزيد من العمليات الجراحية في المستقبل.
عندما ترى ما هي الجروح، تبدأ في فهم الهدف من هذا الصراع—والذي كان، هذه المرة، تدمير المناطق والمباني الحضرية [في غزة] تمامًا، لجعل الناس يشعرون بالضعف التام في منازلهم.
منظمة (DAWN): هل كان ذلك مختلفًا تمامًا عند مقارنته بالمرات السابقة التي كنت تجري فيها جراحة في غزة؟
في عام 2014، على الأقل في النصف الأول من الحرب، كان الكثير من الهجمات على المناطق الريفية والمحيطة بغزة وفي الأماكن المفتوحة. وبالتالي، يكون هناك الكثير من الشظايا مع الإصابات، وأكثر من ذلك بكثير بالنسبة للحروق—بينما، هذه المرة، كانت الهجمات أكثر مركزية وتستهدف الأماكن الحضرية ووسط المدينة بشكل أكبر.
كانت نسبة الأطفال المصابين متشابهة، لكن بشكل شبه حصري، الأطفال الذين قتلوا في هذه المرة، قُتلوا في منازلهم.
منظمة (DAWN): ومن حيث الوضع المادي في المستشفيات، كيف يمكن مقارنته بالسنوات السابقة في غزة؟
علينا أن نتذكر أن هذا الأمر حدث في خضم جائحة، لذلك تم وضع الكثير من أطباء التخدير في وحدات فيروس كورونا عندما بدأت الحرب. لذا كان هناك نقص حاد في أطباء التخدير خلال هذا الصراع.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المشكلة الموجودة في هذه الجائحة المزمنة، أو حالة الطوارئ المزمنة، هي أنك غير قادر على تعويض التدهور الطبيعي للنظام. عندما يكون لديك أشخاص متقاعدون، فلا تستطيع إحلالهم. عندما يكون هناك أشخاص يهاجرون، لا تستطيع إحلالهم، لأن النظام يتعرض للاعتداء باستمرار.
وحدة الحروق في مستشفى الشفاء، حيث قضيتُ معظم وقتي خلال حرب 2014، كانت خارج الخدمة خلال هذه الحرب لأن طبيب التخدير الخاص بها قد تقاعد.
ولم يكن هناك عدد كافٍ من أطباء التخدير في مستشفى الشفاء لتخصيص طبيب تخدير لغرفة العمليات هذه فقط، كما كانوا قادرين على القيام بذلك خلال عام 2014.
في هذه المرة، كان الأمر يعني أن المرضى الذين يعانون من إصابات في أطرافهم اضطروا إلى الانتظار وقتًا طويلاً بشكل غير مناسب لإجراء الجراحة، لأن كامل الضغط كان على أجنحة غرفة العمليات المركزية—التي هي أكثر إنقاذًا للحياة من إنقاذ الأطراف. كان علينا اعطاء الأولوية للعمليات الجراحية المنقذة للحياة بدلًا من العمليات الجراحية المنقذة للأطراف.
منظمة (DAWN): هل تعرف عدد المرضى الذين عالجتهم تقريبًا؟
كنت أعالج على الأرجح ما بين خمس إلى ثماني حالات يوميًا، ومكثت هناك لمدة 15 إلى 16 يوم.
منظمة (DAWN): كنت هناك مع منظمة أطباء بلا حدود. فيما يتعلق بقدرتك على الدخول إلى غزة، وقدرة أطباء بلا حدود على الدخول، هل كان ذلك استثناءً؟
لقد دخلت نوعًا ما كفلسطيني، كاستثناء. لذلك لم أذهب إلى غزة بصفتي عضو في منظمة أطباء بلا حدود، وإنما دخلت كفلسطيني بهوية فلسطينية. هذه المرة، منع الإسرائيليون جميع المنظمات الإنسانية من إرسال فرق طبية، بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي كان لها دائمًا—على الأقل في النزاعات السابقة—إمكانية الوصول إلى غزة.
لم تتمكن منظمة أطباء بلا حدود من إرسال فريق إضافي من الخارج، ولم يتمكن فريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الدخول. ولم تتمكن منظمة المساعدة النرويجية "نورواك" من إرسال فريقها. ولم تتمكن جميع منظمات الإغاثة من القدوم إلا بعد الحرب.
منظمة (DAWN): هل كان هناك أي تواصل من الإسرائيليين حول السبب في ذلك؟
لا. هم أيضًا لم يسمحوا للصحفيين الأجانب بالدخول حتى وقت متأخر جدًا. كما ترى، إنهم يقومون بتسليح كل شيء—هذا ما دأب الإسرائيليون على فعله.
وكما أدركنا خلال جائحة كورونا، يتضمن ذلك فحوصات ولقاح كورونا. إنهم يقومون بتسليح كل شيء. ويتم استخدام ذلك كجزء من عملية معايرة الحصار باستخدام أدوات مختلفة من الأزمات والحلول لإدارة عمق الكارثة. إلى أي مدى يريدون أن يغمروا الناس تحت الماء؟
لديهم حصانة كاملة—إفلات أخلاقي كامل من العقاب، لذلك لديهم حقًا نهج غير محظور تجاه الفلسطينيين. ومن ثم يمكنهم حرفيًا تسليح كل شيء—من عدد الأطباء الذين يتم السماح لهم بالدخول، إلى ساعات الكهرباء وعدد الحقن التي يتم السماح بدخولها، إلى السعرات الحرارية. كم عدد السعرات الحرارية التي تريد تخصيصها للفلسطينيين الذين يعيشون في غزة؟ وبالتالي فإن الحرب جزء من ذلك الحصار.
منظمة (DAWN): بالحديث عن الإفلات من العقاب، الولايات المتحدة، حتى في ظل الإدارة الجديدة، كما هو الحال دائمًا، كانت داعمة لإسرائيل بغض النظر عن أي شيء خلال الأيام الـ 11، وما قبلها أيضًا. من الناحية الواقعية، أو من الناحية العملية، إذا كانت إدارة بايدن ستلتزم بالفعل بما تقول إنها تريد القيام به لتعزيز حقوق الإنسان، فماذا يعني ذلك في غزة؟
حسنًا، من الواضح أن إدارة بايدن قادرة على إيقاف تصعيد الحرب. كما اعتاد إدوارد سعيد أن يقول دائمًا، إن الكلب هو من يحرك الذيل وليس الذيل من يحرك الكلب. وبالتالي، يمكن إنهاء الحصار بإرادة الإدارة الأمريكية، ويمكن إيقاف الحروب بإرادة الإدارة الأمريكية—سواء على المدى القصير وعلى المدى الطويل، من خلال دعمها للحرب.
عندما يتم منح الحكومة الإسرائيلية مليار دولار لأنها أنفقت مليار دولار على قتل الناس، فهذا يرسل رسالة مفادها أننا سنتحمل تلك التكاليف. إن الإدارات الأمريكية لا تدعم إسرائيل فحسب، بل تجعل كذلك الجانب المالي لشن الحرب مجانيًا تمامًا.
من المعروف دائمًا أن أحد أهداف حروب إسرائيل الدورية ضد غزة هو التصرف بطريقة الحملات الإعلانية المرعبة لشركات صناعة الأسلحة الإسرائيلية.
لطالما تحدث الرؤساء التنفيذيون في شركات صناعة الأسلحة الإسرائيلية عن حقيقة أن ما يجعلهم أكثر قدرة على المنافسة هو أن "مختبراتهم" لا تبعد سوى 10 دقائق بالسيارة عن مقر الشركة—في إشارة إلى غزة. لذلك لا يقوم الإسرائيليون بجعل الإدارات الأمريكية تتحمل نفقات الحروب فحسب، بأن أنهم يجنون المال من خلال الدعاية عن القوة القاتلة لمنتجاتهم.
منظمة (DAWN): كما هو الحال دائمًا، فإن المبرر من قبل الجيش الإسرائيلي، وكذلك من الإدارة الأمريكية، هو التركيز فقط على حماس. عندما كنت في غزة ماذا كان يقول الفلسطينيون في المستشفيات أو في أي مكان آخر في غزة عن حماس؟
القضية لم تكن تتعلق بحماس. كانت القضية تتعلق بما كان يحدث في القدس، والذي كان مختلفًا عما كان يحدث طوال الثلاثين أو الأربعين أو الخمسين عامًا الماضية.
عدنا إلى الوضع الذي شعر فيه الإسرائيليون بالقدرة سياسيًا على التطهير العرقي لحي بأكمله. لم يجعل هذا الأمر الفلسطينيين يهدمون منازلهم كوسيلة للتطهير العرقي في القدس—لقد تشجّع الإسرائيليون بشدة بسبب استمرار الدعم الأمريكي والأوروبي، لدرجة أنهم بدأوا يفكرون في تسريع العملية بطرد أحياء كاملة. وهذا يشبه بطريقة معينة ما حدث في حرب عام 1948.
وهكذا، كان هناك شعور بالإجماع بين الفلسطينيين بأن هذه مقدمة لتهجير جماعي للفلسطينيين، داخل الخط الأخضر—أي. الفلسطينيون الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية الاسمية—وداخل الضفة الغربية.
فإذا تمكنوا من إخلاء حي الشيخ جراح اليوم، فربما في غضون عام، يمكنهم إخلاء قرية بأكملها. وبعد ذلك، يمكنهم إخلاء مدينة. وبعد ذلك، كما كان نتنياهو يؤمن دائمًا، فإنه يتم خلق حقائق جديدة على الأرض، ومن ثم يتقبل العالم هذه الحقائق. لا تحتاج أن تطلب الإذن.
والمسألة الأخرى هي أن هذا نوع من النهج الاختزالي لذبح غزة المستمر. تأسست حماس في عام 1988. المذابح الإسرائيلية ضد الفلسطينيين—ليس فقط في غزة، ولكن بشكل خاص في غزة—كانت موجودة منذ عام 1948.
وقد بنى آرييل شارون حياته المهنية من خلال قتل الفلسطينيين في غارات على خان يونس عام 1956، وقبل ذلك على مخيم البريج [للاجئين]. لذا فهذه فكرة تحاول وسائل الإعلام الغربية الترويج لها على أن الأمر متعلق بخلاف مع حماس—لكن عندما يكون لك من العمر ما يكفي فإنك ستتذكر أن نفس هذا الطرح كان موجودًا مع منظمة التحرير الفلسطينية، عندما كان الإسرائيليون يقصفون لبنان في السبعينيات والثمانينيات.
كانوا يقولون أن ذلك الأمر لم يكن ضد الفلسطينيين واللبنانيين، وأن المشكلة الحقيقية كانت منظمة التحرير الفلسطينية. ولولا وجود منظمة التحرير الفلسطينية، لما مات هؤلاء الناس. إنه نفس الطرح.
لكن لسوء الحظ، فإن وسائل الإعلام الغربية التي لا تتعمق في الأمور ستأخذ بهذا الطرح القائل بأن هذه معركة بطريقة أو بأخرى بين إسرائيل وحماس—على عكس الطرح القائل بأن هذا مشروع استيطاني استعماري يقوم على القضاء على المواطن الأصلي، مثل جميع المشاريع الاستعمارية الاستيطانية الأخرى.
منظمة (DAWN): عالجت الجرحى الفلسطينيين في الانتفاضة الأولى، في عام 1987- قبل 34 عامًا. بالنظر إلى كل ما مررت به وكل هذا الزمن، ما الذي يتطلبه الأمر حتى يتحسن الوضع بالنسبة للفلسطينيين؟
إنهاء استعمار القضية الفلسطينية—إنهاء الاستعمار الاستيطاني، لأن هذا هو المشروع. المشروع عبارة عن مشروع استيطاني استعماري يهدف إلى القضاء على المواطن الأصلي. لذلك يمكن التعامل مع قضية القضاء على المواطن الأصلي فقط من خلال إنهاء الاستعمار.
منظمة (DAWN): هل تعتقد أنك ستعود إلى غزة قريبًا؟
نعم بالتأكيد، وفي فترة أقصر من السابق. كان القادة العسكريون الإسرائيليون يطلقون على ذلك اسم "جز العشب"، أي حروبهم الدورية ضد غزة. لكنني أعتقد هذه المرة، أن مقتضيات محاولة معالجة السياسة الإسرائيلية الداخلية—الكارثة الداخلية لنتنياهو التي يحاول فيها التمسك بحياته المهنية لكي لا ينتهي به الأمر في السجن—تعني أن الحرب يجب أن تتوقف مبكرًا.
لذلك هناك حرب أكبر تحوم في الأفق. وعلى العموم، يقول الإسرائيليون دومًا أنه عليهم القدوم مرة أخرى لـ"جز العشب" كل بضع سنوات.
منظمة (DAWN): لقد وصفت في لقاء سابق مؤخرًا أن ما يحصل هو "كارثة من صنع الإنسان" و "أزمة إنسانية مصممة"
أحد أهداف الحصار هو تحويل الحديث والخطاب حول غزة عن خطاب التطهير العرقي للفلسطينيين الذين أصبحوا لاجئين في غزة، في أن غزة مخيم للاجئين، وعن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين والحق في تقرير المصير، إلى نقاش إنساني حول عدد الحقن وعدد الشاش الطبي.
كم عدد الأطباء الذين دخلوا، وكم ساعة من الكهرباء لديك، وكم عدد السعرات الحرارية، وما هي أحدث الإحصاءات عن سوء تغذية الأطفال. لذا، في الواقع، نظرًا لأن الخطاب الإنساني الحديث ينزع الطابع السياسي عن الأحداث ويُبعده عن السياق التاريخي، فهو مثالي—إنه نوع من آلية تحويل موضوع النقاش. يتم خلق أزمة إنسانية لنزع الطابع السياسي عن النقاش حول غزة وفلسطين.
منظمة (DAWN): يعني أن هذا يعفي السلطات من الاضطرار فعليًا إلى معالجة المشكلة الجذرية؟
تمامًا. لأنه يتم معالجة "المشكلة الجذرية" بدلًا من ذلك عن طريق زيادة عدد ساعات الكهرباء وإرسال المزيد من الأطباء والسماح لمزيد من المرضى بالخروج، إلخ. لذلك، يتم جعل النقاش منحصر حول الاحتياجات الإنسانية، بدلًا من التركيز على موضوع السلب.