مذكرة قانونية إلى الاتحاد الأفريقي تعترض على قبول طلب دولة الفصل العنصري باعتباره تقويضاً لمبادئ الاتحاد والهدف منه
English
(واشنطن العاصمة، 4 أكتوبر/تشرين أول 2021) – يتعين على الاتحاد الأفريقي سحب صفة عضو مراقب التي منحت في 22 يوليو/تموز لإسرائيل، دولة الفصل العنصري التي تتعارض انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المتواصلة التي ترتكبها بشكلٍ مباشر مع المبادئ والهدف من الاتحاد الأفريقي، كما أشارت منظمة الديموقراطية الآن للعالم العربي (DAWN).
تتعارض أفعال إسرائيل -لا سيما ارتكابها لجريمة الفصل العنصري والاضطهاد- بشكلٍ جوهريٍ مع البنود الصريحة للوثيقة التأسيسية والقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي والذي يؤكد على الاستقلال السياسي والكرامة الإنسانية والتحرر الاقتصادي، كما يفعل الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والذي يدعو إلى الاستقلال الحقيقي والقضاء على الفصل العنصري والاستعمار وكافة أشكال التمييز. تعارض 23 دولة عضو بالاتحاد الأفريقي، على الأقل، حالياً منح الاتحاد إسرائيل صفة عضو مراقب.
تقول سارة لي ويتسن، المديرة التنفيذية في DAWN "إن منح إسرائيل صفة عضو مراقب في الاتحاد الأفريقي على أعقاب الفظائع التي ارتكبتها إسرائيل مؤخراً في غزة، وفي الوقت الذي تقوم فيه بتشريد الفلسطينيين وهدم منازلهم وتخضعهم لنظام الفصل العنصري الوحشي هو أمر غير معقول"، " إن الاتحاد الأفريقي يجب أن يكون في طليعة النضال ضد الهيمنة الوحشية لفئة على أخرى، ولكن وبدلاً من ذلك فإنه قد أعطى شرعيةً لحكومة الفصل العنصري الإسرائيلية".
اليوم وقعت ودعمت كل من منظمة DAWN ومركز الموارد القانونية في جنوب إفريقيا مذكرةً قانونيةً إلى المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي صاغها المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين (ICJP). تعرض هذه المذكرة بالحجة المقنعة لماذا لا ينبغي على الاتحاد الأفريقي منح صفة عضو مراقب لإسرائيل، ولم ينبغي عليه سحب هذه الصفة. كما هو موثقٌ في المذكرة فإن إسرائيل لا تفي بأي شكلٍ من الأشكال بشروط الاتحاد الأفريقي لمنح صفة مراقب. ومن المقرر أن يتناول المجلس التنفيذي هذه المسألة في جلسته المقبلة في 13 و14 أكتوبر/تشرين أول في نجامينا، تشاد.
" إن الجرائم والانتهاكات الموثقة بشكلٍ جيدٍ قمعية إلى درجة طمس الكرامة الإنسانية واستقلال الفلسطينيين، تظهر بوضوح أن إسرائيل لا تمثّل القيم والمثل التي يدعمها الاتحاد الأفريقي ويطمح إليها، وأن القرار الذي اتخذته مفوضية الاتحاد الأفريقي -دون أن تأخذ بعين الاعتبار المخاوف الجديّة لحوالي نصف أعضائه- كان خاطئاً". كما يقول كريسبين بلانت، عضو البرلمان ومدير مركز المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين.
"لا ينبغي منح أي دولة أظهرت باستمرار مثل هذا التجاهل الصارخ لمبادئ الاتحاد الأفريقي ولسيادة القانون الامتيازات المصاحبة لصفة عضو مراقب، بما في ذلك القدرة على التأثير على قيم وأهداف الاتحاد الأفريقي ذاتها" كما أضافت هايدي ديكستال، المستشارة الرئيسية للمركز الدولي للعدالة للفلسطينيين.
في 22 يوليو/تموز، منحت مفوضية الاتحاد الأفريقي لإسرائيل صفة عضو مراقبٍ في الاتحاد، وهو ما كانت إسرائيل تسعى لتحقيقه طوال العقدين الماضيين دون جدوى. إن منح صفة العضو المراقب –والذي احتفت به إسرائيل– كان بمثابة هزيمةٍ لملايين الأفارقة الذين يدعمون باستمرار النضال الفلسطيني من أجل تقرير المصير والتحرر من الاحتلال الإسرائيلي، والذين عانوا مثل الفلسطينيين من ويلات العنصرية.
"لا شكّ أن محنة شعب فلسطين تشبه محنة العديد من أبناء جنوب أفريقيا من السود في ظل حكم نظام الفصل العنصري ولا يمكننا أن نتسامح أو نغض الطرف عن أي دولة تمارس الاستعمار والاحتلال غير القانوني لغيرها وتقمع وتخضع شعبها. وعليه فمن غير المعقول أن يمنح الاتحاد الأفريقي إسرائيل صفة عضو مراقب، فذلك لا يشكّل إهانةً لشعب فلسطين وحسب، بل لأبناء جنوب أفريقيا السود وبخاصة أولئك الذين عملوا بلا كلل ليتحرروا من قمع الاستعمار والفصل العنصري"، قالت شيريل داس المديرة الإقليمية لمركز الموارد القانونية.
انتهكت مفوضية الاتحاد الأفريقي بتسمية إسرائيل عضواً مراقباً أحد المبادئ الأساسية للاتحاد الأفريقي وهو "تعزيز وحماية حقوق الإنسان والشعوب" على النحو المنصوص عليه في وثيقته التأسيسية أي القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي. قدمت المفوضية من خلال احتضان إسرائيل غطاءً لحكومةٍ تتحدى بصورةٍ منتظمةٍ التزاماتها فيما يتعلق بحقوق الإنسان وترتكب جرائم حرب، كما ترتكب جرائم ضد الإنسانية متمثلة بالفصل العنصري والاضطهاد.
"بدلاً من الترحيب الحار بإسرائيل، ينبغي على الاتحاد الأفريقي- بالنظر إلى تاريخه- أن يدرك مسؤوليته الخاصة في مناهضة الفصل العنصري أينما وجد". كما قال رائد جرار، مدير قسم المناصرة في منظمة DAWN.
بمنحها صفة عضو مراقب لإسرائيل، انخرطت مفوضية الاتحاد الأفريقي في عملية تفتقر للشفافية والتشاور، في قرار يكاد يكون أحاديٍ الجانب من قبل رئيس مفوضية الاتحاد موسى فقي محمد. سرعان ما دعت جماعات معارضة في جنوب أفريقيا من مثل مقاتلو الحرية الاقتصادية إلى استقالة فقي، كما دعت الجزائر إلى سحب صفة عضو مراقب من إسرائيل. و وصفت حكومة جنوب أفريقيا -المعروفة بتاريخها النضالي ضد الفصل العنصري- الخطوة بـ"الصادمة" قائلةً أنها "ارتاعت" من قرار المفوضية بمنح صفة عضو مراقب لإسرائيل. كما أشارت حكومة جنوب أفريقيا أن ما جعل القرار "صادماً أكثر هو كونه في نفس العام الذي تعرض فيه شعب فلسطين المضطهد للقصف المدمر وتواصلت عمليات استيطان اراضيهم غير الشرعية".
وما يجعل قرار الاتحاد الأفريقي محيّراً على وجه الخصوص هو إدانة فقي لإسرائيل بشدة في مايو/أيار خلال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حول عمليات إخلاء القدس الشرقية، حيث صرّح أن القوات الإسرائيلية كانت تتصرف "بانتهاك صارخ للقانون الدولي". حيث أودت أعمال العنف في مايو/أيار بحياة 260 فلسطينياً، من بينهم 129 مدنياً، بالإضافة إلى عشرة إسرائيليين وثلاثة أجانب مقيمين في إسرائيل.
كان من الممكن أن يعارض عددٌ أكبر من الدول الأعضاء منح إسرائيل صفة عضو مراقب، ولكن الخطوة الصادمة باغتتهم ولم تتح لهم فرصة الاحتجاج على القرار. وقد أعرب عددٌ كبيرٌ من الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي بما في ذلك جنوب أفريقيا وناميبيا وبوتسوانا والجزائر عن رفضهم الشديد لتسمية إسرائيل عضواً مراقباً. وبالمجموع تعارض، على الأقل، 23 دولة عضو من أصل 55 القرار، بما في ذلك جميع الدول الستة عشر الأعضاء في الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي (SADC).
"من الواضح أن الدول الأفريقية الأعضاء فوجئت بالقرار غير الشفاف والصادم الصادر في يوليو/تموز، ولكن إذا أتيحت الفرصة للرد، فإن أكثر من نصفهم يعارضون هذا القرار. والسماح لإسرائيل بالبقاء عضواً مراقباً في الاتحاد الأفريقي ينتهك روح المنظمة ويهدد وحدتها والتي تشكل جانباً أساسياً من مهمة الاتحاد الأفريقي والغرض منه"، قال جون هيرش، مدير البرامج في منظمة DAWN.
تدعو منظمة DAWN الاتحاد الأفريقي لسحب صفة العضو المراقب من اسرائيل. وقد تبنت المنظمات التالية دعوة DAWN:
- المسلمون الأمريكيون من أجل فلسطين
- مركز القاهرة لحقوق الانسان
- مواطنون من أجل العدالة في الشرق الأوسط (مدينة كانساس)
- Freedom Forward
- Peace Action
- United Methodists for Kairos Response
- أصوات من الأرض المقدسة
- Unitarian Universalists for Justice in the Middle East (UUJME)
- Louis Friends of Bethlehem
- الديمقراطية الان للعالم العربي (DAWN)
- Kairos USA
- ومركز الموارد القانونية في جنوب إفريقيا
- New York City Democratic Socialists of America (NYC-DSA) Anti-War Working Group
- Americans for Justice in Palestine Action
- Arab Resource and Organizing Center (AROC)
- Institute for Policy Studies, New Internationalism Project
- National Lawyers Guild, Palestine Subcommittee
- International Centre of Justice for Palestinians
على الاتحاد الأفريقي أن يوضح موقفه بإصدار بيان يعارض جريمة الفصل العنصري التي ارتكبتها الحكومة الإسرائيلية. كما تدعو منظمة DAWN إلى إعادة تشكيل لجنة الأمم المتحدة الخاصة لمناهضة الفصل العنصري وإعادة فتح مركز الأمم المتحدة ضد الفصل العنصري. كما حثت العديد من منظمات المجتمع المدني في فلسطين والشرق الأوسط وأفريقيا الأمم المتحدة على اتخاذ هذا الإجراء كما دعمت جنوب إفريقيا وناميبيا علنًا إعادة تشكيل اللجنة الخاصة ضد الفصل العنصري خلال خطاباتهما في الأمم المتحدة.